الجاحظ (١) : لا فعل للعبد إلا الإرادة ، وما عداها متولد بطبع المحل.
النظام (٢) : ما خرج عن محل القدرة ففعل الله تعالى جعله طبعا للمحل.
ثمامة : ما ذكره النظام حدث لا محدث له.
قلنا : لو كان كذلك ما جاز القصاص رأسا ، ولا العقاب إلا على مجرد الفعل ، الذي هو الإرادة ، أو المبتدأ فقط (٣) ، وإن سلم لزم استواء عقاب من قتل زيدا ، وعقاب من أراد قتل عمرو ، وحينئذ يجب الاقتصاص منهما ، وكذلك من قتل بالمتولد ، ومن فعل فعلا غير متولد ولم يقتل به ، وذلك باطل.
ابن الولهان : فعل المعصية ليس من العبد بل من الشيطان يدخل في العبد فيغلبه على جوارحه ، ويتصرف فيها (٤).
__________________
(١) الجاحظ : هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء ، الليثي ، أبو عثمان ، الشهير بالجاحظ ، من أئمة الأدب العربي ، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة ، من أهل البصرة مولدا ووفاة ، تعلم بها وببغداد ، فنبه في علوم الأدب واللغة ، وأحاط بمعارف عصره ، فلم يترك موضوعا إلا وكتب فيه ، تقرب من الخلفاء والوزراء إلى أن ولي المتوكل العباسي ، وتنكر للمعتزلة فتوارى الجاحظ ، وعاد إلى البصرة ، ولازم منزله الذي أصبح مثوى الأدب ، ومحط رحاله ، وفلج في آخر عمره ، ومات والكتاب على صدره ، قتلته مجلدات وقعت عليه ، كتبه كثيرة وشهيرة ، وموجودة بأرقى الطبعات.
(٢) النظام : هو إبراهيم بن سيار النظام ، البصري ، المعتزلي ، أبو إسحاق ، يقال : هو مولى ، قال الإمام المهدي عليهالسلام في شرح الملل والنحل قيل : إنه كان لا يكتب ولا يقرأ ، وقد حفظ التوراة والإنجيل ، والزبور مع تفسيرها ، قال الجاحظ : ما رأيت أحدا أعلم بالفقه والكلام من النظام ، وهو من الطبقة السادسة من المعتزلة. انتهى
وسمي نظاما ؛ لأنه كان ينظم الكلام ، وقيل : كان ينظم الخرز ، توفي سنة بضع وعشرين ومائتين.
وهو يقول : إن ما وقع في محل القدرة فهو فعل العبد ، وما خرج عن محل القدرة ففعل الله تعالى.
(٣) عند النظام ، وصالح قبة ، وثمامة
(٤) ي ، ش (ويتصرف فيها).