الهادي (٢) عليهالسلام ، وأبو هاشم ، وغيرهما : والجنة والنار لم يخلقا قطعا ، لقوله تعالى : (أُكُلُها دائِمٌ) (٣) ولا بد من فناء كل شيء ، كما مر.
أبو علي ، وأبو الحسين : بل خلقنا قطعا ؛ لقوله تعالى : (أُعِدَّتْ) (٤).
قلنا : في علمه تعالى.
قالوا : قال تعالى : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) (٥).
قلنا : تلك جنة تأوي إليها أرواح الأنبياء صلوات الله عليهم ، والشهداء في بقية أيام الدنيا ، لا جنة الخلد التي وعد المتقون جمعا بين الأدلة.
المرتضى والمهدي عليهماالسلام : لا قطع بأيهما.
قلت : وهو الحق ؛ لاحتمال أن يكون أكلها دائم في القيامة لا في أيام الدنيا.
الهادي عليهالسلام : وجنة آدم عليهالسلام كانت في الأرض لقوله تعالى : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (٦) ولا دليل على اطلاعه إلى السماء.
وقال غيره : بل هي في السماء لقوله تعالى : (قالَ اهْبِطا) (٧).
قلنا : كقوله تعالى : (اهْبِطُوا مِصْراً) (٨).
__________________
(١) رواه الأصبهاني في كتاب دلائل النبوة ، عن أبي ذر رضي الله عنه.
(٢) انظر المصابيح الساطعة في تفسير قوله تعالى (عندها جنة المأوى) سورة النجم. فقد ورد فيه عن الإمام الهادي عليهالسلام ما يخالف هذا.
(٣) الرعد : ٣٥.
(٤) البقرة : ٢٤ ، آل عمران : ١٣٢ ، آل عمران : ١٣٣ ، الحديد : ٢١.
(٥) النجم : ١٣ ـ ١٥.
(٦) البقرة : ٣٠.
(٧) طه : ١٢٣.
(٨) البقرة : ٦١.