والملائكة بجنبيه أكثرهم يقول : سلّم سلّم) (١) الخبر.
قلنا : لا ثقة براويه ، وإن سلم فمعارض بأقوى منه ، وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي كرم الله وجهه في الجنة : (يا علي إن المؤمنين إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق عليها رحائل الذهب يستوون عليها فتطير بهم إلى باب الجنة) الخبر بطوله.
وما روى ابن البيّع بإسناده إلى النعمان بن سعد ، قال : كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقرأ قوله تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٢) قال : « لا والله ما على أرجلهم يحشرون ولا يساقون ، ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلى مثلها ، أرحالها الذهب ، وأزمتها الزبرجد فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة) (٣) ثم قال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ـ يعني البخاري ومسلما.
وروى البخاري ، ومسلم ، والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : (يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين وراهبين ، فاثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير) (٤) الخبر ، ونحوه.
فإن سلم التعادل وجب طرحها ، والرجوع إلى ما قدمناه من الأدلة.
وإنطاق الجوارح حقيقة ، وقيل : مجاز.
قلنا : لا مانع ؛ لقدرة الله سبحانه على ذلك ، كتسبيح الحصى في كفه صلىاللهعليهوآلهوسلم (١)
__________________
(١) هذا الحديث مروي في كتب السنة ، الطبراني ، والترمذي ، والحاكم ، وغيرها ، وكلهم عن المغيرة بن شعبة ، وكفى هذا الحديث سقوطا أن راويه المغيرة بن شعبة عدو الله ورسوله.
(٢) مريم : ٨٥.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ، وأحمد بن حنبل في مسنده باختلاف يسير.
(٤) تمامه عند ابن حبان (وتحشر بقيتهم النار ، تقيل معهم حيثما قالوا ، وتبيت معهم حيثما باتوا ، وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمسوا) وقد أخرج هذا الحديث البخاري ، ومسلم ، وفي السنن الكبرى ، وفي مسند أبي داود.