كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) (١) إلى قوله [تعالى] : (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها) (٢) نص [صريح] في أنهم لا يمشون (٣) على جسر فوقها.
وأيضا ما قالوا يستلزم تكليف المؤمنين في الآخرة ، والإجماع على أن لا تكليف فيها. قيل : ويلزمنا التكليف بالوقوف في المحشر كالوقوف بعرفة ، والمرور إلى الجنة كالمرور في الحج قلنا : لا سواء ؛ لأن الوقوف في المحشر لا مشقة فيه على المؤمنين ؛ لأنه تعجيل جزاء للمكلفين ، وكذلك مرورهم إلى الجنة لسرورهم وشوقهم إليها بخلاف المرور على جسر جهنم فهو مشقة لا أعظم منها ؛ لأنكم تزعمون أن الأنبياء والمرسلين يقولون : سلّم سلّم ؛ خوفا من أن يقعوا فيها ، وذلك أعظم تكليف.
قالوا : قال تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) (٤) وليس ورودها إلا المرور على الجسر قلنا : بل ورودها حضورها فقط ؛ لأن الورود في اللغة بمعنى الحضور ـ كقوله تعالى : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) (٥) أي : حضر ـ من غير خوف ولا حزن على المؤمنين لقوله تعالى : (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (٦) وقوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (٧).
قالوا : قد روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : (يمد الصراط فيكون أول من يمر به أنا وأمتي
__________________
(١) الزمر : ٧١.
(٢) الزمر : ٧٢.
(٣) في النسخة المطبوعة (لم يمشوا).
(٤) مريم : ٧١.
(٥) القصص : ٢٣.
(٦) فصلت : ٣٠.
(٧) النمل : ٨٩.