ولنا قوله : (وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُ) (١) وهذا نص صريح أنه الحق ، وقوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) (٢) وهذا نص صريح أن الموازين هي القسط والقسط : هو العدل ، وكالميزان الذي أنزله الله تعالى في الدنيا حيث قال : (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ) (٣).
قالوا : روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في صفة الميزان : « دون العمود ، وكما بين المشرق والمغرب ، وكفة الميزان كأطباق الدنيا ».
قلنا : لا وثوق برواية من روى هذا عنه ، وإن سلم فذكره للعمود والكفة ترشيح كقول الشاعر (٤) [يصف رجلا شجاعا] : « له لبد أظفاره لم تقلم »
فيوافق حينئذ ما ذكرناه من الأدلة.
والصراط في الدنيا : هو دين الله الذي جاء به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إجماعا.
المهدي عليهالسلام ، وغيره (٥) : وفي الآخرة هو جسر على جهنم.
لنا : قوله تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) (٦) خطابا لأهل الدنيا.
وقال تعالى : (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) (٧) وقوله تعالى : (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) (٨) وقوله تعالى : (وَسِيقَ الَّذِينَ
__________________
(١) الأعراف : ٨.
(٢) الأنبياء : ٤٧.
(٣) الحديد : ٢٥.
(٤) الشاعر : هو زهير بن أبي سلمى ، وصدره (لدى أسد شاكي السلاح مقذف).
(٥) من الأئمة عليهمالسلام وغيرهم.
(٦) الأنعام : ١٥٣.
(٧) الأنعام : ١٦١.
(٨) الطور : ١٣.