خلافا لمن مر [ذكره] (٢) ولبعض الخوارج في تارك الواجب (٣) لا فاعل أي كبيرة (٤) لنا : ما مر (٥).
ابن عباس ، والصادق ، والقاسم ، والهادي ، والناصر (٦) ، وأحمد بن سليمان عليهمالسلام ، وقد روي أنه إجماع قدماء العترة عليهمالسلام والشيعة ، ويسمى (٧) كافر نعمة (٨) خلافا للجمهور (٩).
قلنا : هو معناه عرفا ؛ لأن الطاعات شكر [لله] كما مر (١) ، ولقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ) (٢) أي : ومن ترك الحج ، فسمى ترك الحج كفرا.
__________________
(١) وهم من يقول : إن كل عمد من المعاصي كفر مطلقا ، ومن يقول : إن فعل المحرم العقلي كفر فيمن فعل محرما عقليا.
(٢) في فصل الإيمان من أهل الإرجاء الذين تقدم ذكر أقوالهم ؛ بناء على أن الإيمان هو المعرفة والتصديق أو أحدهما ، والأعمال خارجة عنه ، فالفاسق عندهم مؤمن بإيمانه ، وفاسق بفسقه.
(٣) أي : الشرعي ، وهم الذين يقولون : إن فعل المحرم العقلي كفر لا الشرعي ، فمن ترك الواجب الشرعي عندهم فهو مؤمن.
(٤) قال في الشرح : أي : فاعل أي محرم عقلي فإنه لا يسمى مؤمنا ، وهذا هو الذي رواه الإمام المهدي عنهم والنجري ، وظاهر كلام الإمام عليهالسلام في قوله : (لا فاعل أي كبيرة) على الإطلاق أيضا ، ولم أقف على ذلك لهم ، ولعله عليهالسلام قد وقف عليه ؛ لأن لهم أقوالا كثيرة ضعيفة باطلة نتجت بالخرص والتوهم ووساوس الشيطان.
(٥) في فصل الإيمان من الحجج الواضحة في معنى الإيمان ، وعدم الفرق بين الواجب العقلي والشرعي ، وبين الترك المحرم ، والفعل المحرم.
(٦) أي : الإمام الناصر الأطروش عليهالسلام.
(٧) أي : مرتكب الكبيرة عمدا الغير المخرجة من الملة.
(٨) لأن الطاعات شكر لله تعالى.
(٩) من المعتزلة وغيرهم ، فإنهم قالوا : لا يسمى كافر نعمة ؛ لأن الطاعات عندهم ليست بشكر ، والفسق لا ينافي الشكر عندهم.