قلنا : لا واسطة إلا العدم ، وقد مر بطلان كونها معدومة.
الرافضة (١) والجهمية (٢) : بل هي غير الله ، وهي محدثة بعلم محدث.
قلنا : يلزم (٣) الدور (٤) ، وإن سلم عدم لزومه لزم أن يكون الله تعالى محدثا ؛ لحدوث صفته الوجودية ، ونحو ذلك (٥) ، وقد مر بطلان كونه تعالى محدثا ، ونحو ذلك الأشعرية : بل معان [قديمة] قائمة بذاته ، ليست إياه ولا غيره (٦).
قلنا : لا واسطة إلا العدم ، وقد مر وجه بطلان كونها معدومة.
الكرامية (٧) : بل معان قديمة (٨).
قلنا : يلزم آلهة ، ولا إله إلا الله ، لما يأتي إنشاء الله تعالى.
__________________
(١) كهشام بن الحكم ومن وافقه ، قال محقق الأساس : هشام بن الحكم الرافضي من الشيعة المجسمة ، أدرك زمن المأمون الخليفة العباسي المعروف (٢١٨ ه) وله أتباع يعرفون بالهشامية ، وانظر ابن النديم الفهرست ١٧٥.
(٢) الجهمية : نسبوا إلى الجهم بن صفوان من المجبرة ، ويقال لهم : مرجئة أهل خراسان ، قال وروي أن جهما كان يكفر أهل التشبيه ، ويظهر القول بخلق القرآن ، ويقول بالجبر. ش ط ١ / ١٣٤.
الجهم : هو أبو محرز الجهم بن صفوان السمرقندي ، قال الذهبي : زرع شرا عظيما ، ومما ينسب إلى الجهم قوله : بنفي الصفات ، بالإضافة إلى قوله بالجبر ، كان يقضي في عسكر الحارث بن سريج الخارج على أمراء خراسان ، فقبض عليه نصر بن سيار وقتله في سنة ١٢٨ ه في آخر عهد بني أمية.
(٣) في الشرح المعتمد أصلا (فيلزم من قولكم هذا) على أنه متن ، والأرجح على أنه شرح ، فلم نثبته.
(٤) فيتوقف حدوثها على حدوث العالم ، وحدوث العالم على صفته تعالى العالمية ، لأنه لا يحدث العلم الذي زعموا إلا عالم ، وإلا لما حدث هذا العلم ، ولزم توقف الشيء على نفسه ، وسبقه في الوجود لنفسه ، وكلاهما محال.
(٥) أي : ويلزم أن يكون عاجزا وجاهلا وغير حي قبل حدوث العلم.
(٦) م ط ، م خ (لا هي الله ولا غيره).
(٧) الكرامية : هم أتباع محمد بن كرام السجزي النيسابوري ، إمام الكرامية ، ولد بسجستان ، وجاور بمكة سنين ، ثم انتقل إلى نيسابور ، ومات بالقدس سنة ٢٥٥ ه ، وقد بقوا في خراسان حتى أوائل القرن السابع الهجري ، وكانوا يقولون : بأن الله تعالى مستقر على العرش ، وأنه جوهر إلى غير ذلك من آرائهم الشاذة.
(٨) أغيار لله ، أعراض حالة في ذاته.