الأشعرية : بل يرى في الآخرة بلا كيف. قلنا : لا يعقل.
الرازي : معناه (١) معرفة ضرورية ، وعلم نفسي بحيث لا يشك فيه.
قلت ـ وبالله التوفيق ـ : فالخلاف حينئذ لفظي.
ضرار (٢) : يرى بحاسة سادسة.
قلنا : لا يعقل ، فإن عنى به ما ذكره الرازي فالخلاف لفظي أيضا.
المجسمة (٣) : كالمرئيات بناء على مذهبهم ، وقد مر إبطاله.
قالوا : قال الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٤) وفي الحديث : « سترون ربكم يوم القيامة كالقمر ليلة البدر ».
قلنا : معنى قوله تعالى : (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) أي : منتظرة رحمته ، كقوله تعالى : (فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (٥) أي : منتظرة ، وقوله تعالى : (انْظُرُونا) نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ (٦) أي : انتظرونا ، وقوله تعالى : (وَقُولُوا انْظُرْنا) (٧) أي : انتظرنا ، وقال الشاعر (٨).
__________________
(١) قوله : (معناه). أي : معنى قولهم : إنه يرى في الآخرة بلا كيف.
(٢) ضرار : هو القاضي المعتزلي ضرار بن عمرو الغطفاني ، هكذا قال الذهبي في ترجمته ، إلا أن المعتزلة ترفضه عضوا في طبقاتها ، ولذلك لم تورده ، ولضرار أقوال بعضها يوافق المعتزلة ، وبعضها يوافق أهل السنة ، من ذلك قوله في نسبه الفعل إلى العباد ، وقوله : بأن الاستطاعة قبل الفعل. ش ١ / ٤٣٥ مات في أواخر المائة الثانية.
(٣) والحشوية والمشبهة.
(٤) القيامة : ٢٢ ـ ٢٣.
(٥) النمل : ٣٥.
(٦) الحديد : ١٣.
(٧) البقرة : ١٠٤.
(٨) الشاعر : هو حسان بن ثابت الأنصاري ، أحد الصحابة الذين كانوا يذبون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والإسلام بشعره ، وهو القائل يوم غدير خم :