رَشِيدٌ) (٧٨) يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر (قالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍ) حاجة (وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ) (٧٩) من إتيان الرجال (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) طاقة (أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) (٨٠) عشيرة تنصرني لبطشت بكم فلما رأت الملائكة ذلك (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ) بسوء (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ) طائفة (مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) لئلا يرى عظيم ما ينزل بهم (إِلَّا امْرَأَتَكَ) بالرفع بدل من أحد وفي قراءة بالنصب استثناء من الأهل أي فلا تسر بها (إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ) فقيل لم يخرج بها وقيل خرجت والتفتت فقالت واقوماه فجاءها حجر فقتلها وسألهم عن وقت هلاكهم فقالوا (إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ) فقال أريد أعجل من ذلك قالوا (أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) (٨١) (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) بإهلاكهم (جَعَلْنا عالِيَها) أي قراهم (سافِلَها) أي بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها
____________________________________
قوله : (أَلَيْسَ مِنْكُمْ) استفهام توبيخ. قوله : (قالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً) أي لو ثبت أن لي بكم قوة ، أو أني آوي جواب لو محذوف ، قدره المفسر بقوله : (لبطشت بكم) وإنما قال ذلك ، لأنه لم يكن من قومه نسبا ، بل كان غريبا فيهم ، لأنه كان أولا بالعراق مع إبراهيم ببابل ، فهاجر إلى الشام بأمر من الله ، فنزل إبراهيم بأرض فلسطين ، ونزل لوط بالأردن ، فأرسله إلى أهل سدوم ، فمن ذلك الوقت ، لم يرسل الله رسولا إلا من قومه.
قوله : (قالُوا يا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ) أي فافتح الباب ودعنا وإياهم ، ففتح الباب ودخلوا ، فاستأذن جبريل ربه في عقوبته فأذن له ، فتحول إلى صورته التي يكون فيها ، ونشر جناحيه فضرب بهما وجوههم ، فأعماهم وطمس أعينهم ، حتى ساوت وجوههم ، فصاروا لا يعرفون الطريق ، فانصرفوا وهم يقولون : النجاة النجاة في بيت لوط سحرة ، قد سحرونا يا لوط ، سترى منا غدا ما ترى.
قوله : (فَأَسْرِ) بقطع الهمزة ووصلها ، وفعله أسرى وسرى ، وهما قراءتان سبعيتان. قوله : (بِأَهْلِكَ) أي وهم بنتاه ، فخرجوا وطوى الله لهم الأرض ، حتى وصلوا إلى إبراهيم في وقته. قوله : (بِقِطْعٍ) الباء للمصاحبة ، والمعنى نصف الليل. قوله : (وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ) خطاب له ولبنتيه. قوله : (بالرفع) بدل من أحد ، أي والمعنى : ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك فإنها تلتفت. قوله : (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضا. قوله : (فقيل لم يخرج بها) راجع لقراءة الرفع. قوله : (وقيل خرجت والتفتت) راجع لقراءة النصب. قوله : (بأن رفعها جبريل إلى السماء) أي بأن أدخل جناحيه تحتها ، وهي خمس مدائن ، أكبرها سدوم ، وهي المؤتفكات المذكورة في سورة براءة ، ويقال كان فيها أربعة آلاف ألف ، فرجع جبريل المدن كلها ، حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب ، ولم ينكب لهم إناء ، ولم ينتبه لهم نائم ثم قلبها.
قوله : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْها) أي على أهلها الخارجين عنها في الأسفار وغيرها ، وقيل على القرى بعد قلبها ، فمن جملة ما وقع ، أن رجلا منهم كان في الحرم ، فجاءه حجر ووقف في الهواء أربعين يوما ينتظر