(قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ) صاع (الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ) من الطعام (وَأَنَا بِهِ) بالحمل (زَعِيمٌ) (٧٢) كفيل (قالُوا تَاللهِ) قسم فيه معنى التعجب (لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَما كُنَّا سارِقِينَ) (٧٣) ما سرقنا قط (قالُوا) أي المؤذن وأصحابه (فَما جَزاؤُهُ) أي السارق (إِنْ كُنْتُمْ كاذِبِينَ) (٧٤) في قولكم ما كنا سارقين ووجد فيكم (قالُوا جَزاؤُهُ) مبتدأ خبره (مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ) يسترق ثم أكد بقوله (فَهُوَ) أي السارق (جَزاؤُهُ) أي المسروق لا غير وكانت سنة آل يعقوب (كَذلِكَ) الجزاء (نَجْزِي الظَّالِمِينَ) (٧٥) بالسرقة فصرفوا ليوسف لتفتيش أوعيتهم (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ) ففتشها (قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ) لئلا يتهم (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها) أي السقاية (مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) قال تعالى : (كَذلِكَ) الكيد (كِدْنا لِيُوسُفَ) علمناه الاحتيال في أخذ أخيه (ما كانَ) يوسف (لِيَأْخُذَ أَخاهُ) رقيقا عن السرقة (فِي دِينِ الْمَلِكِ) حكم ملك مصر لأن جزاءه عنده الضرب
____________________________________
والمعنى أنهم التفتوا إليهم وخاطبوهم بما ذكر. قوله : (ما ذا تَفْقِدُونَ) أي أي شيء ضاع منكم. قوله : (صُواعَ الْمَلِكِ) أي آلة كيله ، وإنما اتخذ آلة كيل لعزة ما يكال به في ذلك الوقت ، وفيه قراءات كثيرة السبعية منها واحدة وهي صواع وما عداها شاذ. قوله : (حِمْلُ بَعِيرٍ) أي جعلا له.
قوله : (قالُوا تَاللهِ) إلخ ، إنما قالوا ذلك ، لما ظهر من أحوالهم ما يدل على صدقهم ، حيث كانوا مواظبين على الطاعات والخيرات ، حتى بلغ من أمرهم أنهم سدوا أفواه دوابهم ، لئلا تأكل شيئا من أموال الناس. قوله : (لَقَدْ عَلِمْتُمْ) اللام موطئة لقسم محذوف تأكيد لما قبله. قوله : (ووجد فيكم) الجملة حالية ، والمعنى فما جزاؤه إن كنتم غير صادقين في قولكم ، والحال أنه ظهر خلاف ما قلتم. قوله : (خبره) (مَنْ وُجِدَ) أي فمن اسم موصول ووجد صلتها ، والكلام على حذف مضاف أي استرقاق من وجد ، أشار المفسر بقوله يسترق. قوله : (وكانت سنة آل يعقوب) أي طريقهم وشريعتهم يسترق السارق سنة.
قوله : (كَذلِكَ) (الجزاء) أي المذكور وهو استرقاق السارق. قوله : (فصرفوا) أي ردوا من المكان الذي لحقهم فيه جماعة الملك. قوله : (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ) أي فكان يفتح وعاء وعاء ويفتشه ، ثم بعد فراغه منه يستغفر الله مما قذفهم به ، إلى أن وصل إلى رحل بنيامين فقال : ما أظن هذا أخذ شيئا ، فقالوا : والله لا نتركك حتى تنظر في رحله ، فإنه أطيب لنفسك وأنفسنا ، فلما فتحوا متاعه وجدوا الصواع فيه. قوله : (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) أي فلما أخرجها منه ، نكس الأخوة رؤوسهم من الحياء ، وأقبلوا على بنيامين يلومونه ويقولون له : فضحتنا وسودت وجهنا يا ابن راحيل ، ما زال لنا منكم بلاء ، فقال بنيامين : بل بنو راحيل ما زال لهم منكم بلاء ، ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البرية ، إن الذي وضع هذا الصواع في رحلي ، هذا الذي وضع البضاعة في رحالكم.
قوله : (كَذلِكَ) (الكيد) أي الحيلة وهي استفتاء يوسف من إخوته. قوله : (كِدْنا لِيُوسُفَ) أي ألهمناه أن يضع الصاع في رحل أخيه ليضمه إليه ، على ما حكم به إخوته. قوله : (علمناه الاحتيال) إلخ ، أي فما وقع من يوسف في تلك الواقعة بوحي من الله تعالى ، وحينئذ فلا يقال : كيف نادى على إخوته بالسرقة واتهمهم بها مع أنهم بريئون. قوله : (لأن جزاءه عنده الضرب) إلخ ، أي وهذه الطريقة لا توصله