كالمؤمنين (وَكَرْهاً) كالمنافقين ومن أكره بالسيف (وَ) يسجد (ظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ) البكر (وَالْآصالِ) (١٥) العشايا (قُلْ) يا محمد لقومك (مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ) إن لم يقولوه لا جواب غيره (قُلْ) لهم (أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ) أي غيره (أَوْلِياءَ) أصناما تعبدونها (لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا) وتركتم مالكهما استفهام توبيخ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) الكافر المؤمن (أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ) الكفر (وَالنُّورُ) الإيمان؟ لا (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ) أي خلق الشركاء بخلق الله (عَلَيْهِمْ) فاعتقدوا استحقاق عبادتهم بخلقهم استفهام إنكار أي ليس الأمر كذلك ولا يستحق العبادة إلا الخالق (قُلِ اللهُ
____________________________________
خضع كرها ، بمعنى جرت المقادير عليه رغما على أنفه.
قوله : (وَظِلالُهُمْ) معطوف على من مسلط عليه يسجد ، كما قدره المفسر ، ومعنى سجود الظل : سجوده حقيقة تبعا لصاحبه إن أريد بالسجود حقيقته ، وخضوعه وانقياده إن أريد به المعنى المجازي ، وسجود الظلال كلها طوعا ، لخلوها عن النفس التي تحمل الإنسان على عدم الرضا ، ففي الحقيقة الكاره إنما هو النفس التي حواها الجسم ، وأما الجسم والظلم فخضوعهما طوعا ، ولذا قيل : إن الكافر إذا سجد للصنم ، سجد ظله لله. قوله : (البكر) جمع بكرة وهي من أول النهار. قوله : (وَالْآصالِ) جميع أصيل وهو من بعد العصر إلى الغروب ، فالمراد جميع الأوقات إن أريد بالسجود الخضوع والإنقياد ، وأوقات الصلوات إن أريد بالسجود حقيقته.
قوله : (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) هذا مرتب على ما قبله. قوله : (لا جواب غيره) أي لتعينه عليهم لاعترافهم به ، وإنما يتركون هذا الجواب عنادا. قوله : (قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ) إلخ ، المعنى : أبعد إقراركم بأنه رب السموات والأرض واعترافكم به ، يليق بكم ، أن تتخذوا من دونه من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا؟ قوله : (تركتم مالكها) أي وهو الله. قوله : (استفهام توبيخ) أي للثاني ، وأما الأول فهو للتقرير.
قوله : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) هذا ترق في الرد عليهم. قوله : (الكافر والمؤمن) أي فالمراد بالأعمى أعمى القلب ، والبصير بصيره. قوله : (الكفر) أي وعبر عنه بالظلمات جمعا لتعدد أنواعه ، بخلاف الإيمان فهو متحد ، فلذا عبر عنه بالنور مفردا ، سمى الكفر ظلمات ، لأنه موصل لدار الظلمات وهي النار ، وسمى الإيمان بالنور ، لأنه موصل لدار النور وهي الجنة. قوله : (لا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، وبمعنى هذه الآية قوله تعالى : (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) الآية ، وقوله تعالى : (أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ).
قوله : (أَمْ جَعَلُوا) أي بل أجعلوا ، فأم منقطعة تفسر ببل والهمزة. قوله : (شُرَكاءَ) أي الأصنام. قوله : (خَلَقُوا) أي الأصنام ، وقوله : (كَخَلْقِهِ) أي الله ، والمعنى هل لهذه الأصنام خلق كخلق الله؟ فاشتبه بخلقه فاستحقت العباده لذلك ، وهو إنكار عليهم ، أي لم يخلقوا أصلا ، بل ولا يستطيعون دفع ما ينزل بهم ، فكيف العاجز يعبد؟ قوله : (أي ليس الأمر كذلك) أي لم يخلقوا كخلق الله