وليكن هذا في ذكر منك لعلّه ينفعك فيما بعد عند الكلام في الجواب عن الاستدلال بالأخبار.
(٦٧) قوله قدسسره : ( وجه الاستدلال بها ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٢٤٥ )
الموضوع في أخبار العرض هو ما لم يعلم بصدوره عنهم عليهمالسلام
أقول : لا يخفى عليك أنّ من الواضحات الّتي لا يرتاب فيها كون الموضوع في أخبار العرض ما لم يعلم صدوره عنهم عليهمالسلام ، ويدلّ عليه ـ مضافا إلى امتناع جعل المدار في الأخذ بما علم صدوره موافقة شيء آخر ـ : نفس تلك الأخبار سؤالا وجوابا ؛ إذ الحكم بعدم التّصديق ، أو الطّرح ، أو البطلان وغيرها من العناوين المذكورة في الأخبار ، إنّما هو فيما لم يعلم بصدقه.
وبعبارة أخرى : ما ذكر من الأخبار إنّما وردت لبيان الحكم الظّاهري فيما لم يعلم صدقه ، وإعطاء الميزان الظّاهري لتميز ما صدر عمّا لم يصدر ، والسّؤال إنّما هو عن هذا المعنى كما يعلم بأدنى تأمّل في تلك الأخبار ، وإن كان التّعليل في بعضها مثل قوله عليهالسلام : ( فإنّا إن حدّثنا ، حدّثنا بما وافق القرآن ) (١) والكلّيّة المذكورة في جملة منها ، ناطقة بعدم صدور غير الموافق ، أو المخالف إن لم يحمل الكليّة على الحكم الظّاهري بمعنى البناء على بطلان كلّ حديث لا يوافق القرآن ، وكونه زخرفا في مرحلة الظّاهر ؛ إذ لا ينافي جعل المورد والموضوع في أخبار العرض ، ما لم يعلم صدوره ، مع إخبارهم عليهمالسلام بعدم صدور غير المخالف ، غاية ما هناك ـ
__________________
(١) رجال الكشي : ص ٤٩٠ ـ ح ٤٠١ ، عنه بحار الأنوار : ج ٢ / ٢٤٩.