٣ ـ آية الكتمان (*)
(١١٩) قوله قدسسره : ( والتّقريب فيه ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٢٨٧ )
أقول : وتقريب الاستدلال بالآية نظير تقريبه بالآية السّابقة : من أنّ وجوب إظهار الحقّ لكلّ عالم به من غير أن يكون موقوفا بإظهار غيره مع عدم إفادته العلم ، يوجب قبوله على المظهر له والمستمع ؛ من حيث إنّ عدم قبوله يوجب لغويّة وجوب الإظهار على المظهر.
كما أنّ الإيراد على دلالة الآية السّابقة بالوجهين الأوّلين ـ من سكوتها وعدم إطلاقها بالنّسبة إلى صورة عدم حصول العلم ، أو دلالتها على وجوب الإخبار بالحكم الواقعي ، فلا يلزم قبوله بحكم العقل إلاّ فيما لو علم المكلّف بصدق المخبر في إخباره ـ متوجّه على الآية أيضا.
ويشهد للوجه الأوّل كون الآية واردة في تحريم كتمان علامات النّبوة
__________________
(*) ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ ) ، « البقرة : ١٥٩ ».