سلوكهم في العمل بالطّرق الظّاهريّة ، وهذا أمر واضح لا سترة فيه أصلا.
(١٢٩) قوله قدسسره : ( ثمّ إنّ هذه الآيات ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٢٩٦ )
في بيان النسبة بين الآيات المستدل بها
أقول : مفاد منطوق آية النّبأ ـ بناء على كون المراد من الفاسق : هو الخارج عن طاعة الله تبارك وتعالى بجوارحه لا الأعمّ منه ومن الكافر ـ عدم حجّيّة خبر خصوص الفاسق بالمعنى المذكور. ومفهومها على القول بثبوته حجّيّة خبر غير الفاسق ؛ فيثبت حجيّة خبر الواسطة الواقعية بين الفاسق والعادل ، فيقع التّعارض لا محالة بين منطوقها النّافي للحجّيّة ومفاد سائر الآيات المثبتة لحجيّة الخبر.
فإن قلنا باختصاص الآية ـ بالنّظر إلى الأمر بالتّبيّن الظّاهر في تحصيل العلم ـ بصورة إمكان تحصيل العلم وشمولها للموضوعات والأحكام حسبما اتّفقوا عليه ويقتضيه مورد الآية ، وتعميم سائر الآيات وشمولها لصورة العجز عن تحصيل العلم ؛ نظرا إلى قضيّة ألفاظها العامّة كما هو الظّاهر ، واختصاصها بالإخبار عن الحكم كما في غير الآية الأخيرة على ما هو الظّاهر منها فالنّسبة لا يكون عموما مطلقا بين الآية وغير الآية الأخيرة ممّا اختصّ مفاده بالأحكام ، بل عموما من وجه ؛ حيث إنّ الآية لا تشمل صورة العجز عن تحصيل العلم وسائر الآيات تشملها. والآية تشمل الإخبار بالموضوعات ، وسائر الآيات لا تشمله.