وَبَيْنَكَ وَادِي السَّلَامِ (١) ».
قَالَ : « وَإِذَا احْتُضِرَ الْكَافِرُ ، حَضَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَعَلِيٌّ عليهالسلام وَجَبْرَئِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ عليهماالسلام ، فَيَدْنُو مِنْهُ عَلِيٌّ عليهالسلام ، فَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُبْغِضُنَا (٢) أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَأَبْغِضْهُ ، وَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا جَبْرَئِيلُ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُبْغِضُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ ، فَأَبْغِضْهُ ، وَيَقُولُ (٣) جَبْرَئِيلُ : يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ، إِنَّ هذَا كَانَ يُبْغِضُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِهِ ، فَأَبْغِضْهُ وَاعْنُفْ عَلَيْهِ (٤) ، فَيَدْنُو مِنْهُ مَلَكُ الْمَوْتِ ، فَيَقُولُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، أَخَذْتَ فَكَاكَ رِهَانِكَ؟ أَخَذْتَ (٥) أَمَانَ بَرَاءَتِكَ (٦)؟ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ : لَا ، فَيَقُولُ : أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ اللهِ بِسَخَطِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَذَابِهِ وَالنَّارِ (٧) ، أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُهُ (٨) فَقَدْ نَزَلَ بِكَ ، ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَهُ سَلاًّ عَنِيفاً ، ثُمَّ يُوَكِّلُ بِرُوحِهِ ثَلَاثَمِائَةِ شَيْطَانٍ كُلُّهُمْ يَبْزُقُ (٩) فِي وَجْهِهِ ، وَيَتَأَذّى بِرُوحِهِ ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ ، فُتِحَ لَهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ ، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ (١٠) مِنْ فَيْحِهَا (١١)
__________________
(١) قال العلاّمة الفيض : « وادي السلام : هو ظهر الكوفة ». وقال العلاّمة المجلسي : « وادي السلام : النجف ».
(٢) في الوافي : « مبغضنا ».
(٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي « ظ » والمطبوع : « فيقول ». وفي « جس » : ـ « ويقول ».
(٤) في « بف » والوافي : « واعنف به ». وقوله : « اعنف عليه » ، أي لا ترفق به وعامله بشدّة ؛ من العُنْف ، وهو ضدّالرفق ، قال ابن الأثير : « هو بالضمّ الشدّة والمشقّة ، وكلّ ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشرّ مثله ». راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٤٠٧ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٩ ( عنف ).
(٥) في الوافي : « وأخذت ».
(٦) في « بخ » والبحار والزهد : + « من النار ».
(٧) في « جس » : « النار » بدون الواو.
(٨) في « ظ ، غ ، بث ، بخ ، بس ، جس » : « تحذر ».
(٩) في « ى » : « ينزق ». وفي الوافي : « يبرق ».
(١٠) في « غ » : ـ « عليه ». وفي « بف » والوافي : « يدخل عليه » بدون الفاء.
(١١) هكذا في « ت ، ظ ، غ ، ى ، بذ ، بس ، بى ، جت ، جح ، جس ، جش ، جن » والوافي. وفي « ر ، بث ، بح ، بز ، بف ، جص ، جى » والمطبوع : « قيحها » بالقاف. وفي « بخ » : « قبحها ». وفي حاشية « بح » : « ضجّها ». والفَيْحُ : سطوع الحرّ وفورانه ، ويقال : فَوْحُ النار بالواو ، أي شدّة غليانها وحرّها. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٧٧ ( فوح ) ، وص ٤٨٤ ( فيح ).