لِلشَّيْطَانِ (١) ، وَتَزَحْزُحٌ (٢) عَنِ (٣) النِّيرَانِ ، وَدُخُولُ الْجِنَانِ. يَا جَمِيلُ ، أَخْبِرْ بِهذَا غُرَرَ (٤) أَصْحَابِكَ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَنْ غُرَرُ (٥) أَصْحَابِي (٦)؟
قَالَ : « هُمُ الْبَارُّونَ بِالإِخْوَانِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ ».
ثُمَّ قَالَ : « يَا جَمِيلُ ، أَمَا إِنَّ صَاحِبَ الْكَثِيرِ يَهُونُ عَلَيْهِ ذلِكَ (٧) ، وَقَدْ مَدَحَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي ذلِكَ صَاحِبَ الْقَلِيلِ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ : ( وَيُؤْثِرُونَ (٨) عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (٩) ». (١٠)
__________________
لصق بالرغام ، وأرغم الله أنفَه ، أي ألصقه بالرغام. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في الذلّ والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كره. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٨ ؛ لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ( رغم ).
(١) في « ى » : « الشيطان ». وفي حاشية « بح » والفقيه : « لشيطان ».
(٢) التزحزح : التباعد والتنحّي ؛ يقال : زحزحه عن كذا ، أي باعدته عنه ونحّيته ، فتزحزح ، أي تباعد وتنحّى. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٣٧١ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٩٧ ( زحح ).
(٣) في « بخ ، بر ، بف ، بك » : « من ».
(٤) « الغُرَر » : جمع الأغرّ ، وهو الشريف وكريم الأفعال واضحُها. راجع : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ١٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٢٧ ( غرر ).
(٥) في الوافي : « في بعض النسخ : العزاز ـ في الموضعين ـ بالعين المهملة والمعجمتين : جمع العزيز ».
(٦) في « بر ، بك » : « أصحابك ».
(٧) في « بر ، بف ، بك » : « ذلك عليه ».
(٨) هكذا في المصحف وجميع النسخ التي قوبلت والوافي والفقيه والخصال والأمالي للمفيد والأماليللطوسي ، ص ٦٨. وفي المطبوع : « يُؤْثِرُونَ » بدون الواو.
(٩) الحشر (٥٩) : ٩.
(١٠) الخصال ، ص ٩٦ ، باب الثلاثة ، ح ٤٢ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن رجل وعمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن درّاج. وفي الأمالي للمفيد ، ص ٢٩١ ، المجلس ٣٤ ، ح ٩ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٦٨ ، المجلس ٣ ، ح ٧ ، بسندهما عن أبي سعيد الآدمي ، عن عمر بن عبدالعزيز المعروف بزحل ، عن جميل بن درّاج. وفيه ، ص ٦٣٣ ، المجلس ٣١ ، ح ٨ ، بسنده عن جميل بن درّاج ، إلى قوله : « إنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمن ». الفقيه ، ج ٢ ، ص ٦١ ، ح ١٧٠٧ ، مرسلاً الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨٤ ، ح ٩٩٤٢ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٤٢٩ ، ذيل ح ١٢٤٠٨ ؛ وص ٤٧٥ ، ذيل ح ١٢٥٣٠.