مسح مقدار الواجب ، بل الظاهر عدمه ، خصوصا لو قلنا بخروج الكعبين من الحدّ ، وسيتّضح لك تحقيقه إن شاء الله. (و) أمّا الكعبان فـ (هما قبّتا القدمين) كما عن المقنعة ، وزاد فيها : أمام الساقين ما بين المفصل والمشط ، إلى أن قال : إنّ الكعب في كلّ قدم واحد ، وهو ما علا منه في وسط القدم (١).
وفي المدارك : ما ذكره المصنّف ـ رحمهالله ـ في تفسير الكعبين من أنّهما قبّتا القدمين هو المعروف من مذهب الأصحاب ، ونقل عليه المرتضى ـ رحمهالله ـ في الانتصار ، والشيخ في الخلاف الإجماع ، وقال في المعتبر : إنّه مذهب فقهاء أهل البيت عليهالسلام (٢). انتهى.
فلا إشكال ولا خلاف بين الإماميّة في أنّهما في ظهر القدمين ، كما يساعد عليه أخبارهم المتواترة ، وإنّما الإشكال والخلاف في تشخيص موضوعه من ظهر القدم ، فإنّ العلّامة ـ أعلى الله مقامه ـ مع أنّه فسّر الكعب بما يظهر منه موافقته لغيره ، ادّعى أنّه هو المفصل بين الساق والقدم ، ونزّل كلمات العلماء في فتاويهم ومعاقد إجماعاتهم عليه.
قال في التذكرة ـ على ما حكي (٣) عنه ـ : إنّ الكعبين هما العظمان الناتئان في وسط القدم ، وهما معقد الشراك ، أعني مجمع الساق والقدم ،
__________________
(١) حكاه عنه الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ١٢٥ ، وانظر : المقنعة : ٤٤.
(٢) مدارك الأحكام ١ : ٢١٦ ، وانظر : الانتصار : ٢٨ ، والخلاف ١ : ٩٣ ، ذيل المسألة ٤٠ ، والمعتبر ١ : ١٥١.
(٣) حكاه عنه الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ١٢٥ ، وانظر : تذكرة الفقهاء ١ : ١٧٠ ، المسألة ٥١.