بمقدّمات العمل ، كإحضار الماء وغيره ، فلا يهمّنا التعرّض لتحقيق أنّ غسل اليدين هل هو جزء مستحبّي أو مستحبّ خارجي ، إذ لا يترتّب غسل اليدين هل هو جزء مستحبّي أو مستحبّ خارجي ، إذ لا يترتّب عليه ثمرة معتدّ بها على المختار إلّا في قصد الجزئيّة وعدمها ، والأمر فيه سهل ، إذ يكفي في جوازه المسامحة في دليله لو قلنا بها فيه ، وإلّا فينوي امتثال أمره الواقعي على ما هو عليه في علم الله تعالى ، والله العالم. (و) الأولى لمن سلك سبيل الاحتياط وتحرّز عن مخالفة المشهور : تجديد الإرادة التفصيليّة عند المضمضة والاستنشاق ، بل الأحوط تأخيرها عنهما أيضا إلى أن (يتضيّق) وقتها ، وهو (عند غسل الوجه) المعلوم وجوبه وجزئيّته ، لقيام احتمال الاستحباب النفسي فيهما أيضا ، كغسل اليدين وإن كان بعيدا ، إلّا أنّ الاحتياط يقتضي مراعاته. (و) كيف كان فقد ظهر لك ممّا أشرنا إليه ـ من توقّف تحقّق الإطاعة عرفا وعقلا على انبعاث الفعل بجميع أجزائه عن داعي امتثال الأمر ـ وجه ما ذهب إليه المشهور ـ بعد أن فسّروا النيّة بالإرادة التفصيليّة ـ من أنّه (تجب استدامة حكمها إلى الفراغ).
ومعناها الجري على طبق إرادته الماضية بأن تكون تلك الإرادة التفصيليّة بحكم الموجودة بالفعل في استناد الفعل إليها وانبعاثه عنها ، وكونه كذلك يتوقّف على عدم انتقاله في أثناء العمل إلى نيّة تخالفها ، وعدم حصول التردّد له في إمضاء الإرادة السابقة حال الالتفات إليها ، ويلزمه تجديد الإرادة السابقة مفصّلا وإن لم تكن بقيودها المفصّلة في أوّل العمل حال توجّه ذهنه إلى الفعل.