وفي صحيحة الأخرى : «جرت السنّة في أثر الغائط بثلاثة أحجار أن تمسح العجان ، ولا تغسله» (١) إلى غير ذلك. (و) لكن الظاهر أنّ (الماء أفضل) كما يشعر به بل يدلّ عليه غير واحد من الأخبار الواردة في سبب نزول الآية وغيرها.
ففي بعضها : «كان الناس يستنجون بالكرسف والأحجار ثم أحدث الوضوء وهو خلق كريم ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله وصنعه ، فأنزل الله تعالى في كتابه إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (٢)» (٣).
وعن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :يا معشر الأنصار إنّ الله قد أحسن الثناء عليكم فما ذا تصنعون؟ قالوا :نستنجي بالماء» (٤). (والجمع) بين الأحجار والماء بتقديم الأوّل منهما (أكمل) بل أفضل ، كما تدلّ عليه مرسلة أحمد بن محمّد بن عيسى : «جرت السنّة بثلاثة أحجار أبكار ، ويتبع بالماء» (٥).
__________________
(١) التهذيب ١ : ٤٦ ـ ١٢٩ ، الوسائل ، الباب ٣٠ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٣.
(٢) سورة البقرة : ٢ : ٢٢٢.
(٣) الكافي ٣ : ١٨ ـ ١٣ ، الوسائل ، الباب ٣٤ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٤.
(٤) التهذيب ١ : ٣٥٤ ـ ١٠٥٢ ، الوسائل ، الباب ٣٤ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ١.
(٥) التهذيب ١ : ٤٦ ـ ١٣٠ و ٢٠٩ ـ ٦٠٧ ، الوسائل ، الباب ٣٠ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٤.