الكتاب ولو بإعلام الإمام عليهالسلام بدلالته في صحيحة زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ألا تخبرني من أين علمت وقلت : إنّ المسح ببعض الرأس وبعض الرّجلين؟ فضحك وقال : «يا زرارة قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ونزل به الكتاب من الله عزوجل ، لأنّ الله عزوجل قال (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) (١) فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أن يغسل ، ثم قال (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) (٢) فوصل اليدين إلى المرفقين بالوجه ، فعرفنا أنّه ينبغي لهما أن يغسلا إلى المرفقين ، ثم فصل بين الكلام ، فقال : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) (٣) فعرفنا حين قال (بِرُؤُسِكُمْ) أنّ المسح ببعض الرأس ، لمكان الباء ، ثمّ وصل الرّجلين بالرأس ، كما وصل اليدين بالوجه ، فقال (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) (٤) فعرفنا حين وصلهما بالرأس أنّ المسح على بعضهما ، ثم فسّر ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله للناس فضيّعوه» (٥).
وأقلّ ما يجزئ من مسح الرأس طولا وعرضا (ما يسمّى به ماسحا) وليس له حدّ معيّن ، بل المدار على صدق الاسم ، كما نسب (٦) إلى المشهور ، بل عن غير واحد نسبته إلى مذهب الأصحاب (٧) ، بل عن
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٢) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٣) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٤) سورة المائدة ٥ : ٦.
(٥) الكافي ٣ : ٣٠ ـ ٤ ، الفقيه ١ : ٥٦ ـ ٢١٢ ، الوسائل ، الباب ٢٣ من أبواب الوضوء ، الحديث ١.
(٦) الناسب هو العاملي في مدارك الأحكام ١ : ٢٠٧.
(٧) كما في جواهر الكلام ٢ : ١٧٠ نقلا عن كشف اللثام ١ : ٦٨ ، وانظر : التبيان ـ للشيخ الطوسي ـ ٣ : ٤٥١ ، ومجمع البيان ـ للطبرسي ـ ٣ : ١٦٤ ، والتنقيح الرائع ١ : ٨٢.