بهما (١).
ويؤيّدها : أخبار مستفيضة مرويّة من طرق العامّة (٢).
ولكنّه لا يخفى ما في جميع أخبار الباب من قصور السند وضعف الدلالة بحيث لا تصلح دليلا إلّا لإثبات الكراهة ، ولذا تردّد العلّامة فيها في محكي التذكرة (٣). وفي الوسائل : الحكم بالكراهة (٤).
ولعلّ الإجماعات المنقولة المعتضدة بالشهرة كافية في جبرها وقصور دلالتها ، والله العالم. (ولا المطعوم) ضرورة أنّ الله تعالى لا يرضى لعباده أن يكفروا بأنعمه إلى حدّ يستعملون ما خلقه الله للأكل في الاستنجاء ، فإنّه كاد أن يكون هذا النحو من التحقير والاستخفاف بنعم الله العظام كفرا ، كما يفصح عن ذلك قضية قوم ضربهم الله مثلا حيث صدر منهم ما صدر ، فأذاقهم الله طعم ما صنعوا جزاء بما كانوا يصنعون (٥) ، رزقنا الله شكر نعمه ، وأعاذنا من الكفر والطغيان بمحمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
هذا ، ولكن الإنصاف أنّ الالتزام بحرمة الاستنجاء ببعض المطعومات التي ربما يطرح في الأرض ، ولا يعدّ ذلك في العرف والعادة استخفافا
__________________
(١) كما في الجواهر ٢ : ٤٩ ، وانظر : الفقيه ١ : ٢٠ ـ ٥٨.
(٢) انظر على سبيل المثال : سنن الترمذي ١ : ٢٩ ـ ١٨ ، والمعجم الكبير ـ للطبراني ـ ١ :٧٧ ـ ١٠٠١٠ ، وسنن الدار قطني ١ : ٥٦ ـ ٩ ، وكنز العمّال ٩ ، وكنز العمّال ٩ : ٣٥٤ ـ ٢٦٤١٦.
(٣) حكاه عنها الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ٧٦ ، وانظر تذكرة الفقهاء ١ : ١٣٣.
(٤) الوسائل ، عنوان الباب ٣٥ من أبواب أحكام الخلوة.
(٥) راجع كتب التفاسير ذيل تفسير الآية ١١٢ من سورة النحل.