ووجهه واضح ، لأنّ النهي عن الصفة مرجعه إلى النهي عمّا به تتحقّق تلك الصفة ، وهو خارج من المأمور به في الفرض ، فلا يؤثّر فيه ، والله العالم.
وأمّا السمعة ـ وهي أن يقصد بالعمل سماع الناس فيعظم رتبته عندهم ـ فهي كالرياء في جميع ما تقدّم ، بل هي من أفراده بناء على تفسير الرياء بما تقدّم (١) ، عن بعض علماء الأخلاق.
وكيف كان فلا إشكال في حكمها ، لعموم أكثر الأخبار المتقدّمة ، وخصوص بعضها المصرّحة بلفظ السمعة.
وأمّا العجب ، فهو على ما ذكره بعض علماء الأخلاق : إعظام النعمة والركون إليها مع نيسان إضافتها إلى المنعم (٢) ، ولا بدّ من أن يعمّم النعمة في كلامه بحيث يعمّ مطلق ما يحسبه المعجب نعمة وفضيلة وإن لم يكن الأمر كما ظنّه في نفس الأمر حتى لا ينتقض التعريف بالقبائح التي يرتكبها الجهّال ويزعمونها رجوليّة وكمالا وهم معجبون بها.
ونظيرها العبادات الفاسدة التي يعجب بها العامل وهو يحسب أنّه يحسن صنعا.
وكذا لا ينتقض في غير الأعمال بعجبه بما يظنّه فضيلة وهو في الحقيقة رذيلة ، كما لو أعجبه انتسابه إلى بعض الظلمة والفسّاق أو رأيه
__________________
(١) تقدّم في ص ٢٢٦.
(٢) انظر : المحجّة البيضاء ٦ : ٢٧٦.