ويؤيّده أيضا : ظهور حكمة النواهي ومناسبتها للكراهة دون التحريم ، والله العالم.
وممّا يدلّ على كراهة التخلّي على القبر وبين القبور : رواية إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، قال : «ثلاثة يتخوّف منها الجنون : التغوّط بين القبور ، والمشي في خفّ واحد ، والرجل ينام وحده» (١).
وخبر محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «من تخلّى على قبر أو بال قائما أو بال في ماء قائما أو مشى في حذاء واحد أو شرب قائما أو خلا في بيت وحده وبات على غمر (٢) فأصابه شيء من الشيطان لم يدعه إلّا أن يشاء الله ، وأسرع ما يكون الشيطان إلى الإنسان وهو على بعض هذه الحالات» (٣). (و) يكره أيضا (استقبال) قرص (الشمس والقمر بفرجه).
ففي رواية السكوني عن أبي عبد الله عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام عن آبائه عليهالسلام ، قال : «نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يستقبل الرجل الشمس والقمر بفرجه وهو يبول» (٤).
وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
__________________
(١) الكافي ٦ : ٥٣٤ ـ ١٠ ، الوسائل ، الباب ١٦ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٢.
(٢) الغمر ـ بالتحريك ـ : الدسم والزهومة من اللحم. مجمع البحرين ٣ : ٤٢٨ «غمر».
(٣) الكافي ٦ : ٥٣٣ ـ ٢ ، الوسائل ، الباب ١٦ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ١.
(٤) التهذيب ١ : ٥٣٣ ـ ٢ ، الوسائل ، الباب ٢٥ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ١.