«إنّهما لا يطهّران» (١).
وحيث لا يكون مثل هذه الروايات حجّة عندنا ، لا يهمّنا التعرّض لتنقيح مفاده وتحقيق ما يقتضيه الجمع بينه وبين غيره من الأخبار ، فالأقوى ما عرفت ، والله العالم.
(الثالث : في سنن الخلوة ، وهي مندوبات ومكروهات ،) (فالمندوبات) أمور :
منها : التستّر عن الناس بالبعد منهم أو الدخول في بيت ونحوه ، كما عرفته فيما سبق (٢).
ومنها : ارتياد موضع مناسب للبول ، فإنّه من فقه الرجل ، كما في رواية السكوني (٣) ومرسلة سليمان الجعفري (٤).
وفي خبر ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أشدّ الناس توقّيا عن البول ، كان إذا أراد البول يعمد إلى مكان مرتفع من الأرض أو إلى مكان من الأمكنة يكون فيه التراب الكثير كراهة أن ينضح عليه البول» (٥).
__________________
(١) سنن الدار قطني ١ : ٥٦ ـ ٩.
(٢) سبق في ص ٥٠.
(٣) الكافي ٣ : ١٥ ـ ١ ، الوسائل ، الباب ٢٢ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ١.
(٤) التهذيب ١ : ٣٣ ـ ٨٦ ، الوسائل ، الباب ٢٢ من أبواب أحكام الخلوة الحديث ٣.
(٥) الفقيه ١ : ١٦ ـ ٣٦ ، التهذيب ١ : ٣٣ ـ ٨٧ ، الوسائل ، الباب ٢٢ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٢.