مرجوحيتها مع أنّها ممّا لا ينبغي الريب فيها ، فيستكشف بذلك أنّه لم يكن بأمره عليهالسلام.
فظهر لك صعف الاستشهاد بهذه الصحيحة للتفصيل بين الأبنية وغيرها.
نعم ، فيما سمعه الراوي من الإمام عليهالسلام إشعار بكون الترك مستحبّا مطلقا لا واجبا ، لأنّ المناسب في بيان لطف الواجب ذكر العقاب المتوعّد على تركه مقتصرا عليه ، أو مع ذكر الثواب الموعود على فعله ، كما في الصلاة ، دون الاقتصار على ذكر الثواب المقرّر عند بيان المستحبّات.
لكنّك خبير بأنّه لا يرفع اليد عن ظواهر الأخبار بهذا الإشعار ، كما صرّح به شيخ مشايخنا المرتضى (١) رحمهالله.
تنبيهات :
الأوّل : المراد بالاستقبال والاستدبار ما هو المتعارف في جميع أبواب الفقه ،وهو الاستقبال بالبدن والاستدبار به.
وعن بعض : أنّ المدار على استقبال نفس العورة حتى لو جلس مستقبل القبلة وحرّفها ، زال المنع (٢) ، نظرا إلى ما في بعض الأخبار من النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط.
__________________
(١) كتاب الطهارة : ٦٩.
(٢) حكاه عنه العاملي في مدارك الأحكام ١ : ١٥٩ ، وانظر : التنقيح الرائع ١ : ٦٩.