إجماعاتهم فيه.
مضافا إلى تصريح صاحب المدارك بأنّ اللغويّين من الخاصّة متّفقون على أنّ الكعب هو الناتئ في ظهر القدم حيث يقع معقد الشراك ، لأنّه مأخوذ من كعب إذا ارتفع ، ومنه : كعب ثدي الجارية : إذا علا.
ثمّ قال : بل الظاهر أنّه لا خلاف بين أهل اللغة في إطلاق الكعب عليه وإن ادّعى العامّة إطلاقه على غيره أيضا.
قال في القاموس : الكعب : العظم الناشز فوق القدم ، والناشزان في جانبيها.
وقال ابن الأثير في نهايته : وكلّ شيء ارتفع فهو كعب. ونحوه قال الهروي في الغريبين. قال : ومنه سمّيت الكعبة كعبة.
ونقل الشهيد ـ رحمهالله ـ في الذكرى عن الفاضل اللغوي عميد الرؤساء أنّه صنّف كتابا في الكعب ، وأكثر فيه من الشواهد على أنّه الناشز في ظهر القدم أمام الساق (١). انتهى.
وأنت خبير بأنّ تأويل جميع هذه العبائر كاد أن يكون متعذّرا وإن أمكن في كثير منها ، فإطلاق الكعب على قبّة القدم لغة ممّا لا مجال للتأمّل فيه.
نعم ، يظهر من جمع من اللغويّين إطلاقه على غيرها أيضا.
قال في القاموس : الكعب كلّ مفصل للعظام ، والناشز فوق القدم
__________________
(١) مدارك الأحكام ١ : ٢٢٠ ، وانظر : القاموس المحيط ١ : ١٢٤ ، والنهاية ٤ : ١٧٩ ، والذكرى : ٨٨.