وضوءك وصلاتك ، فأتى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فشكى ذلك إليه ، فقال له :هل سمّيت حين توضّأت؟ فقال : لا ، قال : سمّ على وضوئك ، فسمّى وتوضّأ وصلّى ، فأتى النبي صلىاللهعليهوآله ، فلم يأمره أن يعيد» (١).
والظاهر ـ على ما يشهد به سياق الرواية ، مضافا إلى القرائن الخارجيّة ، كما عن تصريح بعض متأخّري المتأخّرين (٢) ـ كون ذلك على جهة التأديب والإرشاد ، ومقتضاه جواز إعادة الصلاة لإدراك فضيلة التسمية ، كما عن بعض المتأخّرين استظهاره (٣).
وعن الذكرى أنّ فيه دلالة على استحباب الإعادة (٤).
وقد أشكل ذلك على بعض مشايخنا (٥) قدسسره حتى أنّه استقرب تنزيل الرواية على التقيّة أو تنزيلها على ما عن الشيخ قدس سرّه من حمل التسمية في الخبر على النيّة ، وكون العمل لله تعالى في القصد معلّلا بأنّ الألفاظ ليست بفريضة حتى يعاد من تركها الوضوء ، وإلّا لم تطهر مواضع الوضوء بتركها ، لأنّه لا يكون قد تطهّر تاركها.
وفيه : أنّ تنزيلها على ما عن الشيخ رحمهالله متعذّر ، بناء على كفاية الداعي في صحّة العبادة ، وعدم وجوب الإخطار ، كما هو التحقيق.
وعلى القول بوجوب الإخطار أيضا في غاية البعد ، إذ العادة قاضية
__________________
(١) التهذيب ١ : ٣٥٨ ـ ١٠٧٥ ، الوسائل ، الباب ٢٦ من أبواب الوضوء ، الحديث ٦.
(٢) الحاكي هو البحراني في الحدائق الناضرة ٢ : ١٥٢.
(٣) الحاكي هو البحراني في الحدائق الناضرة ٢ : ١٥٢.
(٤) حكاه عنه الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ١٥٥ ، وانظر : الذكرى : ٩٣.
(٥) انظر : جواهر الكلام ٢ : ٣٣٠ ، وانظر : التهذيب ١ : ٣٥٨ ذيل الحديث ١٠٧٥.