هذا ، مضافا إلى الإجماع على أنّ المتابعة المعتبرة في حقّ الناسي ، التي يوجب الإخلال بها إعادة الوضوء ـ كما هو مورد الرواية ـ ليست إلّا بالمعنى المذكور.
ولا ينافي ما استظهرناه من الموثّقة ـ من عدم وجوب الإعادة ما لم يجفّ العضو السابق ـ إطلاق قوله عليهالسلام في حسنة الحلبي : «أتبع وضوءك بعضه بعضا» (١) لأنّ المراد من المتابعة فيها ـ على ما يشهد به ما قبل هذه الفقرة ـ هو الترتيب بين الأعضاء بإيجاد المتأخّر في مرتبته ، نظير قوله عليهالسلام في صحيحة زرارة : «تابع بين الوضوء كما قال الله عزوجل ، ابدأ بالوجه ثمّ باليدين ثمّ امسح الرأس والرّجلين ، ولا تقدّمنّ شيئا بين يدي شيء تخالف ما أمرت به ، فإن غسلت الذراع قبل الوجه فابدأ بالوجه وأعد على الذراع ، وإن مسحت الرّجل قبل الرأس فامسح على الرأس قبل الرّجل ثمّ أعد على الرّجل ، ابدأ بما بدأ الله عزوجل به» (٢) فإنّ ظاهرها كالصريح في إرادة الترتيب من المتابعة.
وأمّا ما يشهد بإرادة الترتيب من المتابعة في الحسنة ، فهو قوله عليهالسلام قبل هذه الفقرة : «إذا نسي الرجل أن يغسل يمينه فغسل شماله ومسح رأسه ورجليه وذكر بعد ذلك ، غسل يمينه وشماله ومسح رأسه ورجليه ، وإن كان إنّما نسي شماله ، فليغسل الشمال ، ولا يعيد على ما كان توضّأ»
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٤ ـ ٤ ، التهذيب ١ : ٩٩ ـ ٢٥٩ ، الإستبصار ١ : ٧٤ ـ ٢٢٨ ، الوسائل ، الباب ٣٣ من أبواب الوضوء ، الحديث ١.
(٢) الكافي ٣ : ٣٤ ـ ٥ ، التهذيب ١ : ٩٧ ـ ٢٥١ ، الإستبصار ١ : ٧٣ ـ ٢٢٣ ، الوسائل ، الباب ٣٤ من أبواب الوضوء ، الحديث ١.