وخبر جميل بن درّاج قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل تصيبه الجنابة فينسى أن يبول حتى يغتسل ثمّ يرى بعد الغسل شيئا ، يغتسل أيضا؟ قال : «لا ، قد تعصّرت ونزل من الحبائل» (١).
وعن الصدوق أنّه قال بعد رواية الحلبي ، المتقدّمة (٢) : وروي في حديث آخر «إن كان قد رأى بللا ولم يكن بال فليتوضّأ ولا يغتسل ، إنّما ذلك من الحبائل» (٣).
لوجوب طرح هذه الروايات أو تأويلها بما لا ينافي الأخبار المتقدّمة ، لقصورها عن مكافئة تلك الأخبار الصحيحة المعمول بها عند جميع الأصحاب ، وشذوذ هذه الأخبار مع ما فيها من ضعف السند ، بل لم ينقل العامل بها إلّا الصدوق حيث جمع بينها وبين الأخبار السابقة بحمل الإعادة على الاستحباب (٤) ، وقد مال إليه بعض المتأخّرين فيما حكي (٥) عنهم.
وفيه ـ بعد الإغماض عن شذوذها ـ أنّه جمع بلا شاهد ، مع أنّ حمل الأمر بالإعادة في الأخبار الكثيرة على الاستحباب لا يخلو عن
__________________
(١) التهذيب ١ : ١٤٥ ـ ٤٠٩ ، الإستبصار ١ : ١٢٠ ـ ٤٠٦ ، الوسائل ، الباب ٣٦ من أبواب الجنابة ، الحديث ١١.
(٢) في ص ٤١٥.
(٣) الفقيه ١ : ٤٧ ـ ١٨٧ ، الوسائل ، الباب ٣٦ من أبواب الجنابة ، الحديث ٢.
(٤) انظر : الفقيه ١ : ٤٨.
(٥) الحاكي هو صاحب الجواهر فيها ٣ : ١٢٦ ، وانظر : مجمع الفائدة والبرهان ١ : ١٣٨ ، ومفاتيح الشرائع ١ : ٥٧.