كان عليك أن تعيد على شمالك» (١).
وفي موثّقة ابن أبي يعفور ، المحكيّة عن مستطرفات السرائر عن نوادر البزنطي ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إذا بدأت بيسارك قبل يمينك ومسحت رأسك ورجليك ثمّ استيقنت بعد أنّك بدأت بها ، غسلت يسارك ثمّ مسحت رأسك ورجليك» (٢).
فيتعيّن حمل الموثّقة إمّا على الاستحباب ، أو على أنّ مورد الحكم ما إذا تذكّر تقدّم المتأخّر قبل غسل المتقدّم ، كما يؤيّد (٣) هذا الاحتمال ما في ذيلها «وإن نسيت مسح رأسك حتى تغسل رجليك» لأنّ وحدة السياق تشهد بإرادة معنى واحد من الجميع ، فيراد من الأمر بإعادة غسل الوجه والأيمن عود المكلّف لتداركهما.
وإطلاق لفظ الإعادة في مثل الفرض شائع ، ولعلّ وجهه : أنّ تقدّمه في الرتبة يجعل إيجاده بعد فعل المتأخّر بمنزلة الإعادة.
وربّما يستظهر مضمون الموثّقة من روايات أخر :
منها : قوله عليهالسلام في المرويّ عن قرب الإسناد ، في رجل توضّأ فغسل يساره قبل يمينه ، قال عليهالسلام : «يعيد الوضوء من حيث أخطأ يغسل يمينه ثمّ يساره ثمّ يمسح رأسه ورجليه» (٤).
__________________
(١) التهذيب ٥ : ١٢٩ ـ ٤٢٧ ، الوسائل ، الباب ٣٥ من أبواب الوضوء ، الحديث ٦.
(٢) السرائر ٣ : ٥٥٣ ـ ٥٥٤ ، الوسائل ، الباب ٣٥ من أبواب الوضوء ، الحديث ١٤.
(٣) أقول : فيه نظر ، فإنّ متعلّق النسيان في الفقرة الأخيرة بمقتضى سوق العبارة نفس المسح ، وفيما قبلها الترتيب بين الغسلات ، فليتأمّل. (منه عفي عنه).
(٤) قرب الإسناد : ١٧٦ ـ ١٧٧ ـ ٦٤٩ ، الوسائل ، الباب ٣٥ من أبواب الوضوء ، الحديث ١٥.