وعبارته المحكيّة عنه تشعر بالتخيير ، لأجل تعارض الأخبار.
قال : وروي في من بدأ بيساره قبل يمينه أنّه يعيد على يمينه ، ثمّ يعيد على يساره.
ثمّ قال : وقد روي أنّه يعيد على يساره (١). انتهى.
وعن المناهل نسبته إلى ظاهر المقنعة والنهاية والسرائر (٢).
ويستدلّ عليه بموثّقة أبي بصير ، المتقدّمة (٣).
ويؤيّد مضمونها الوجه الاعتباري الذي أشرنا إليه من أنّ تأخير المتقدّم كتقديم المتأخّر يخرج الشيء من محلّه. ولكنّ الوجه الاعتباري كما تراه.
وأمّا الموثّقة : فظاهرها ـ لأجل اشتمالها على لفظ الإعادة ـ يوافق القول المحكيّ عن ظاهر المقنعة وغيرها ، إلّا أنّه يتعيّن رفع اليد عن هذا الظاهر ، لا لمجرّد إعراض الأصحاب عنه ، أو لأجل موافقة ذيلها للعامّة ، بل لمعارضتها بما هو أظهر منها دلالة ، مع اعتضاده بعمل الأصحاب ، وموافقته للأصول والقواعد.
ففي رواية منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث تقديم السعي على الطواف ، قال : «ألا ترى أنّك إذا غسلت شمالك قبل يمينك
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٩ ـ ٩٠ ، الوسائل ، الباب ٣٥ من أبواب الوضوء ، الحديث ١٠ و ١١.
(٢) المقنعة : ٤٩ ، النهاية : ١٥ ، السرائر ١ : ١٠٣.
(٣) في ص ٦.