ثمّ ردّه بأنّ التقييد فرع المكافئة ، وهي مفقودة ، لمخالفة الشهرة العظيمة بل ظهور الاتّفاق ممّن عداه (١). انتهى.
وفي التوجيه والردّ ما لا يخفى بعد وضوح أنّه لا مفهوم للشرطيّة في مثل هذه الموارد التي سيقت لبيان تحقّق الموضوع ، نظير قولك : إن نسيت أداء حقّ زيد فأدّه مهما ذكرت ، إلى غير ذلك ممّا لا يحصى.
كيف! ولو كان للشرطيّة مفهوم في مثل المقام ، لكان مفهومها : إن لم تنس فلم تغسل ذراعك قبل وجهك ـ يعني لم تخالف الترتيب ـ فلا تعد ، نظير قولك : إن طلعت الشمس فوجد النهار يضيء العالم ، فإنّ مفهومه : إن لم تطلع الشمس فلم يوجد النهار فلا يضيء العالم ، لا إن لم تطلع الشمس فوجد النهار فلا يضيء العالم ، كما عليه يبتني توجيه الموجّه.
وكيف كان فلو بدأ بغسل يده اليسرى قبل اليمنى ، يجب عليه إعادة غسلها بعد غسل اليمنى لو لم يكن قد غسلها أوّلا.
وأمّا لو كان قد غسلها أوّلا قبل نيّة العود ، فهل عليه إعادة غسلها قبل اليسرى ليقع كلّ غسل في محلّه ، لأنّ تأخير المتقدّم كتقديم المتأخّر يوجب خروجه من محلّه؟ وجهان ، أقواهما ـ كما عن المشهور ـ هو الثاني ، بل في الجواهر : لم أجد فيه خلافا (٢). وعن اللوامع : الوفاق عليه ، ونسب إلى الصدوق الأوّل.
__________________
(١) لم نعثر على القائل فيما بين أيدينا من المصادر.
(٢) جواهر الكلام ٢ : ٢٤٨.