الأول : تكرير المغرى به أو المحذر منه :
يتكون هذا التركيب بذكر المغرى به أو المحذر منه مكررا منصوبا. فتقول :
الصدق الصدق ، النار النار. حيث ينصب كلّ من المغرى به (الصدق) والمحذر منه (النار) على أنه مفعول به لفعل محذوف يقدر فى الإغراء بـ (الزم) وفى التحذير بـ (احذر).
أما الثانى فيهما فهو منصوب على التأكيد اللفظى.
ومنه قول مسكين الدارمى :
أخاك أخاك إن من لا أخا له |
|
كساع إلى الهيجا بغير سلاح (١) |
حيث ينصب (أخا) بفعل محذوف وجوبا تقديره : الزم. وينصب (أخا) الثانى على أنه توكيد للمغرى به.
ومنه قول الشاعر :
الغياث الغياث يا أحرار |
|
نحن نبت وأنتم الأمطار (٢) |
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٢٥٦ / شفاء العليل ٢ ـ ٣٣٨ / شرح التصريح ٢ ـ ١٩٥ / الصبان على الأشمونى ٣ ـ ١٩٢ / الهمع ١ ـ ١٧٠.
(أخاك) مفعول به منصوب على الإغراء بفعل محذوف تقديره : الزم ، وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، وكاف المخاطب ضمير مبنى فى محل جر بالإضافة. (أخاك) توكيد لفظى للأول منصوب ، وعلامة نصبه الألف. وضمير المخاطب مبنى فى محل جر بالإضافة. (إن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (من) اسم موصول مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (لا) نافية للجنس ، حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (أخا) اسم لا النافية للجنس مبنى على الفتح فى محل نصب ، ونون للضرورة ، أو أطلقت الفتحة للضرورة ، أو عومل بالألف مطلقا على لغة من يعامل المثنى والأسماء الستة بالألف مطلقا. (له) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل نصب ، صفة لأخ ، وعلى ذلك فخبر إن محذوف ، أو : شبه الجملة فى محل رفع ، خبر إن. أو اللام مقحمة بين أخ المضاف والهاء المضاف إليه ، وخبر إن محذوف تقديره موجود. والتقدير : إن من لا أخاه موجود. (كساع) جار ومجرور بالكسرة المقدرة ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر (إن). (إلى الهيجا) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالسعى. (بغير) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال. سلاح مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(٢) شرح التحفة الوردية ٣٣١.