(الغياث) مفعول به منصوب على الإغراء بفعل محذوف تقديره : الزموا.
وقد ذكرنا أن التكرير يقوم مقام الفعل المحذوف ، ففيه زيادة فى المعنى ، كما أن فيه التوكيد على تحقيق المعنى المراد.
الثانى : مغريان بهما أو محذّران منهما بينهما واو العطف
يتركب هذا التركيب من ذكر مغرى به أو محذّر منه ، ثم واو العطف ، ثم مغرى به آخر ، أو محذر منه آخر ، فتقول : الصدق والوفاء ، الكذب والغدر ، فتنصب كلا من المغريين بهما والمحذرين منهما بفعل محذوف وجوبا تقديره : الزم ، أو احذر ، وتكون الواو قد عطفت جملة على جملة.
وقد تجعل العطف من قبيل عطف المفرد على المفرد ، فيكون الثانى معطوفا على الأول منصوبا ، ويكون العامل المحذوف فى الأول هو العامل فى الثانى.
ومنه : ماز رأسك والسيف ، أى : يا مازن ق رأسك ، واحذر السيف.
التركيب الثالث : المغرى به أو المحذر منه :
حيث يذكر المغرى به أو المحذر منه بلا تكرير ، ولا معطوف عليه ، فتقول الصدق ، الأسد ، فيكون كلّ منهما منصوبا بفعل محذوف جوازا ، ويجوز أن يقول الزم الصدق ، واحذر الأسد. حيث يجوز إظهار الفعل فى مثل هذا التركيب ، حيث لا تكرير ولا عطف.
ومن الإظهار قول جرير :
خلّ الطريق لمن يبنى المنار به |
|
وابرز ببرزة حيث اضطرك القدر (١) |
__________________
(الغياث) مفعول به منصوب على الإغراء بفعل محذوف تقديره : الزموا ، وعلامة نصبه الفتحة. (الغياث) توكيد لفظى منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (يا) حرف نداء مبنى ، لا محل له من الإعراب. (أحرار) منادى مبنى على الضم فى محل نصب. (نحن) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (نبت) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (الواو) حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. (أنتم) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (الأمطار) خبر المبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة معطوفة على سابقتها ، لا محل لها من الإعراب.
(١) شرح ابن يعيش ٢ ـ ٣٠ / شرح التصريح ٢ ـ ١٩٥.