وفى صيغة التعجب (أفعل به) ، نحو : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) [مريم : ٣٨] ، حيث (أسمع) فعل ماض مبنى على الفتح المقدر ، وجىء به على صورة الأمر للتعجب. و (بهم) الباء : حرف جر زائد مبنى ، لا محلّ له من الإعراب لإفادة التوكيد والإلصاق ، والضمير مبنى فى محل رفع ، فاعل.
ومن التعجب أن تقول : حسن بمحمد رجلا ، حيث زيدت الباء فى الفاعل لما تضمّن معنى الفاعل. وتقدير الكلام : حسن محمد رجلا ، فالباء حرف جر زائد ، و (محمد) فاعل مرفوع مقدرا.
ومن جرّ الفاعل بحرف الجر الزائد فاعل (حبذا) تشبيها له بفاعل (أفعل) فى التعجب ، كقول الشاعر :
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها |
|
وحبّ بها مقتولة حين تقتل |
فى (بها) الباء حرف جرّ زائد ، وضمير الغائبة مبنى فى محلّ ، رفع فاعل (حب).
وقد يكون الجرّ في الفاعل بالإضافة حال ما إذا أضيف إليه المصدر ، كما هو فى قوله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) [البقرة : ٢٥١](١) ، حيث لفظ الجلالة (الله) مضاف إليه (دفع) مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو فى محلّ رفع ، فاعل.
وفى زيادة حرف الجر قبل الفاعل شواهد عرضها النحاة ، واختلفوا فى تخريجها (٢).
__________________
(١) (لو لا) حرف شرط مبنى ، لا محل له من الإعراب. (دفع) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وخبره محذوف وجوبا. (الله) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو فى محل رفع ، فاعل. (الناس) مفعول به أول منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (بعضهم) بدل من الناس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وضمير الغائبين مبنى فى محل جر بالإضافة. (ببعض) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالمصدر دفع. (لفسدت) اللام : حرف للتأكيد واقع فى جواب لو لا مبنى ، لا محل له من الإعراب.
فسد : فعل ماض مبنى على الفتح ، والتاء : حرف تأنيث مبنى لا محل له. (الأرض) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة.
(٢) يرجع إلى : شرح أبيات مغنى اللبيب ٢ ـ ٣٥٣ ، ٣٦٦.