بجر (حبيب) على أنه معطوف على ما تضمن حرف الجر اللام (محب) ، وقد فصل بينهما بالعاطف وحرف النفى. وقول الشاعر :
متى عذتم بنا ولو فئة منّا |
|
كفيتم ولم تخشوا هوانا ولا وهنا |
بجر (فئة) على أنه مجرور بحرف الجر المحذوف (الباء) ، ومثله فى (بنا) وقد عطف عليه ما جر بالحرف المحذوف ، وفصل بينهما بالعاطف (ولو).
ه ـ قبل مقرون بهمزة الاستفهام أو هلا أو إن أو الفاء الجزائيتين مذكور بعد ما تضمّن حرف الجرّ ، وارتبط به سياقيّا :
قد يجرّ بحرف الجرّ المحذوف قبل اسم قرن بهمزة الاستفهام ، أو هلا ، أو إن الجزائية ، أو الفاء الجزائية ، وقد ذكر هذا الاسم بعد ما تضمن مثل حرف الجرّ المحذوف ، وارتبط به سياقيا ، وترتّب عليه معنويا. من ذلك أن تقول : أعجبت بمحمد؟ فيقول قائل : أمحمد بن على؟ أى : أبمحمد بن على. وتقول : جئت بمحمود ، فيقال : هلا أبيه ، أى : هلا بأبيه. وتقول : أعجبت بطالب إن لا مجد فى العلم فمهذب ، أى : إن لا أعجب بمجد فى العلم فقد أعجبت بمهذب. وتقول : تناقش مع أيّهم شئت ، إن سعيد وإن أخيه ، أى : إن تناقشت مع سعيد ، وإن تناقشت مع أخيه.
ومما ذكر من أمثلة لهذه الفكرة قولهم (١) :
يقال : مررت بزيد ؛ فتقول : أزيد بن عمرو؟ بجر (زيد) ، أى : أبزيد.
يقال : جئت بدرهم. فتقول : هلا دينار. بجر (دينار) ، أى : هلا بدينار.
مررت برجل إن لا صالح فطالح ، بجر كلّ من : صالح وطالح ، أى : إن لا أمر بصالح ، فقد مررت بطالح.
امرر بأيهم هو أفضل ، إن زيد وإن عمرو ، بجر (زيد وعمرو) ، أى : إن مررت بزيد ، وإن مررت بعمرو.
__________________
(١) ينظر : المساعد على التسهيل ٢ ـ ٢٩٨ ـ ٣٠٠.