وقد نحتسب هذه الحروف هى الجارة فلا يكون هناك حذف ، لكن أكثر النحاة لا يوافقون على ذلك ، ويجعلون الجر بـ (رب) المحذوفة.
ب ـ فى جواب عن سؤال تضمّن حرف الجر :
قد يجر بحرف الجرّ محذوفا إذا كان فى جواب عن سؤال تضمّن مثل حرف الجر المحذوف ، نحو : (زيد) بالجر فى جواب من قال : بمن مررت؟ ، فكأن المجيب قال : بزيد ، فحذف حرف الجر.
ج ـ قبل معطوف على ما تضمّن حرف الجر :
قد يجرّ بحرف الجر محذوفا المعطوف على ما تضمن مثل حرف الجرّ المحذوف ، نحو : أحصل منك على صواب العلم ثم غيرك المال ، أى : ثم من غيرك المال ، فيجر (غير) بحرف الجر المحذوف (من) ؛ لأنه معطوف على مجرور بمن ، وهو ضمير المخاطب. ومثله : لك ما تنفقه مما يداك تجمع ، ثم غيرك المخزون ، أى : ثم لغيرك.
د ـ قبل معطوف على ما تضمن حرف الجر ، وانفصلا بـ (لا) أو (لو):
قد يجر بحرف الجر محذوفا إذا كان فى معطوف على ما تضمن مثل حرف الجر ، وانفصلا بـ (لا) أو (لو) ، نحو قولك : ما لغائب عذر ولا حاضر حجة ، بجر حاضر ، أى : ولا لحاضر حجة ، فيجر (حاضر) بحرف الجر اللام المحذوف.
وتقول : إن ذاكرت دروسك بإتقان ولو بعض إتقان أجبت عن الأسئلة ، بجر (بعض) على أنه مجرور بحرف الباء المحذوف ؛ لأن ما عطف عليه المجرور قد تضمنه وهو (إتقان). ومنه قول الشاعر :
ما لمحبّ جلد إن هجرا |
|
ولا حبيب رأفة فيجبرا (١) |
__________________
(١) المساعد على التسهيل ٢ ـ ٢٩٩ / الصبان على الأشمونى ٢ ـ ٩٠ / همع الهوامع ٢ ـ ٣٦ / الدرر اللوامع ٤ ـ ١٩١ ، ٥ ـ ١٨٥.
(جلد) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، خبره المقدم شبه الجملة (لمحب). (رأفة) مبتدأ مؤخر ، خبره شبه الجملة المقدم (لحبيب).