ما يعطف على المجرور برب يلزم تنكيره ، فيقول : ربّ رجل وامرأة رأيت.
وربما عطف عليه بما هو مضاف إلى ضميره ، فيقول : رب صديق وأخيه زارنى.
ومن خصائصها أن الفعل الذى يتعلق بها يجب أن يكون ماضيا ، ومذهب الجمهور أنها تتعلق بالفعل كسائر حروف الجر ، إلا أن بعضهم ذهب إلى عدم تعلقها بشىء (١).
وقد تزاد (ما) بعدها كافة وغير كافة ، فتدخل حينئذ على الاسم والفعل ، وقد ترد وقد تلاها الفعل الماضى ، وكفّت بما ، كما هو فى القول : وكانوا ربما خصّوه فوضعوا بين يديه الدجاجة السمينة ، وكذلك : وربما ألفت الكتاب الذى أراده غيرى.
ومنه قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) [الحجر : ٢]. حيث ألحقت (ما) برب فهيّأتها للدخول على الجملة الفعلية (يودّ الذين).
وقد تحتسب (ما) زائدة غير كافة فيجرّ ما بعد ربّ من اسم ، كما هو فى قول عدى الغسانى :
ربما ضربة بسيف صقيل |
|
بين بصرى وطعنة نجلاء (٢) |
حيث ألحقت (ما) بالحرف (ربّ) لكن الاسم الذى تلاه مجرور ، بما يدلّ على أن (ما) زائدة ، وليست كافة. ومنه كذلك قول ضمرة بن ضمرة النهشلى :
ماوىّ يا ربّتما غارة |
|
شعواء كاللّذعة بالميسم (٣) |
ومن مجىء مجرورها غير موصوف قول هند :
يا ربّ قائلة غدا |
|
يا لهف أمّ معاوية (٤) |
__________________
(١) ينظر : الجنى الدانى ٤٥٣.
(٢) الرضى على الكافية ٢ ـ ٣٣٢ / الجنى الدانى ٤٥٦ / المغنى ١ ـ ١٣٧ / شرح التصريح ٢ ـ ٢١ / الأشمونى ٢ ـ ٢٣١ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٣٢٨ / الخزانة ٤ ـ ١٨٧.
(٣) ينظر : النوادر فى اللغة ٢٥٣ / الهادى فى الإعراب ١٠٧ / الخزانة ٩ ـ ٣٨٤ ، ١١ ـ ١٩٦.
(٤) ينظر : المساعد ٢ ـ ٢٨٦ / شواهد المغنى ١ ـ ١٣٧ / الهمع ٢ ـ ٢٨ / الدرر ٢ ـ ٢٢ / الدر المصون ٤ ـ ٢٨٦.