وفيه أضيفت الجملة الفعلية (تقدمون) المصدرة بالمضارع المتصرف المجرد من (ما) المصدرية والنافية (تقدم) إلى آية. ومنهم من يجعل هذا قليلا ، ومنهم من يمنع ذلك ، ويقدر (ما) المصدرية محذوفة.
ومن إضافتها إلى ما هو مصدّر بـ (ما) المصدرية قول يزيد بن عمرو بن الصعق :
ألا من مبلغ عنى تميما |
|
بآية ما يحبون الطعاما (١) |
فالمصدر المؤول (ما يحبون) فى محل جر مضاف إليه ، والتقدير : بآية حبهم.
كما أنها تضاف إلى ما هو مصدّر بما النافية ، كما هو فى قول عمرو بن شأس :
ألكنى إلى قومى السّلام رسالة |
|
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا (٢) |
الجملة الفعلية المحولة (ما كانوا ضعافا) المصدرة بـ (ما) النافية فى محل جر مضاف إليه.
وقد تضاف إلى المفرد ، ومنه قوله تعالى : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة : ٢٤٨](٣) ، حيث المصدر المؤول (أن يأتيكم التابوت) فى محلّ جر مضاف إليه.
وجاء إضافتها إلى الجملة الاسمية فى قول مزاحم بن عمرو السلولى :
__________________
(١) ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥٢٦ / المساعد ٢ ـ ٣٥٨ / الدر ٢ ـ ٦٣ / الهمع ٢ ـ ٥١.
(٢) المنصف ٢ ـ ١٠٣ / ارتشاف الضرب ٢ ـ ٥٢٦ / المساعد ٢ / ٣٥٨ / الهمع ٢ ـ ٥٠ / الدر ٢ ـ ٦٣.
(٣) (إن) حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب. (آية) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. (ملكه) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر بالإضافة. (أن) حرف مصدرى ونصب مبنى لا محل له ،. (يأتيكم) فعل مضارع منصوب بعد أن ، وضمير المخاطبين مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والمصدر المؤول فى محل رفع ، خبر إن. (التابوت) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (فيه) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة فى محل رفع ، خبر مقدم ، (سكينة) مبتدأ مؤخر مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال من التابوت. (من ربكم) جار ومجرور ومضاف إليه ، وشبه الجملة متعلقة بسكينة ، أو فى محل جر ، صفة لها