وقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) [طه : ١٠٩] ، أى : يوم إذ يتبعون الداعى لا تنفع الشفاعة.
(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) [الروم : ٤] ، أى : ويومئذ غلبت الروم يفرح المؤمنون.
قد تأتى (إذ) للمفاجأة ، كقولك : بينما أجيب عن السؤال إذ اعترض حاضر.
إذا :
يرى جمهور النحاة أن (إذا) لا تضاف إلا إلى جملة فعلية ، فتقول : آتيك إذا انتهيت من واجبى ، حيث (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مضاف إلى الجملة التى تليه ، ذلك لأنها لا تصح جملة صلة ، ولا جملة صفة ، إذ لا تتضمن الضمير الرابط بالمخصص بها ؛ فكانت جملة إضافة ؛ فتكون جملة (انتهت) فى محل جرّ مضاف إليه.
و (إذا) تتضمن معنى الشرط غالبا ، ولا تخرج عن الظرفية الزمانية ، ويوجب البصريون إضافتها إلى الجملة الفعلية ، لكن الكوفيين والأخفش يذهبون إلى أن (إذا) قد يليها الجملة الاسمية ، وانتصر لهما ابن مالك.
ففى قوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير : ١] وجهان فى ارتفاع الشمس :
أولهما : ما يذهب إليه البصريون من ارتفاعها على النيابة عن الفاعل بفعل مقدر يفسره الفعل الموجود ، حيث لا يلى (إذا) عندهم إلا الجملة الفعلية.
والآخر : ما يذهب إليه الكوفيون والأخفش من ارتفاعها على الابتدائية ، حيث يجوز أن يلى (إذا) عندهم الجملة الاسمية.
أما كون (إذا) ظرفية دون تضمن معنى الشرط ، وأنها قد تخرج عن الظرفية ؛ وأنها قد تكون للمفاجأة ؛ وخصائص تركيبها حينئذ ؛ فإنه مدروس فى الظروف (المفعول فيه).