وشرط إضافة الجملة الاسمية إليها ألا يكون خبرها ماضيا ، وقد اجتمعا فى قوله تعالى : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) [التوبة : ٤٠] ، حيث الجملة الفعلية ذات الفعل الماضى (أخرجه) ، والجملة الاسمية (هما فى الغار) ، والجملة الفعلية ذات الفعل المضارع (يرفع) أضيف إليها (إذ) التى تسبق كلا منها.
وقد ترد للمستقبل كما هو فى قوله تعالى : (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) [غافر : ٧٠ ، ٧١] حيث الجملة الاسمية (الأغلال فى أعناقهم) أضيف إليها (إذ) ، ومعناها مستقبلى ، لكن من النحاة من يرى أن (إذ) فى هذا الموضع بمعنى (إذا) ، ومنهم من يرى أن (إذ) فى محل نصب ، مفعول به بمعنى (وقت).
فهى منصوبة بيعلم ، أو بمحذوف تقديره (اذكر).
ومنه كذلك قوله تعالى : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [البقرة : ١٦٥] ، وقد يعلل لاستقبال ما أضيف إليه (إذ) تقريبا للأمر وتصحيحا لوقوعه ، أو : لاتصال زمن الآخرة بزمن الدنيا ؛ فقام أحدهما مقام الآخر ، أو : لوقوع (إذ) موقع (إذا).
ويجيز بعض النحاة وقوع (إذ) مفعولا به ، أو بدل اشتمال من المفعول به ، وقد درس ذلك فى الظروف.
ومنه : (إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً) [النمل : ٧] ، حيث من أوجه إعراب (إذ) فى هذا الموضع أن يكون مبنيا فى محل نصب ، مفعولا به لفعل محذوف ، تقديره : اذكر. ويكون التقدير : اذكر وقت قال موسى ...
أما قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا ؛) [مريم : ١٦] ففيه (إذ) بدل اشتمال من مريم فى أحد أوجهه الأعرابية.
ولا تفارق (إذ) الإضافة لفظا ومعنى ؛ إلا إذا عوّض عن المضاف إليه بالتنوين ، كما هو فى قوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ) [طه : ١٠٨] ، والتقدير : يوم إذ نسفت الجبال يتبعون.