مقطوعة عن الإضافة ، وهى فى كل أحوالها نكرة ، ول (حسب) استعمالان فى المعنى :
أحدهما : أن تكون بمعنى (كاف) ، وحينئذ تستعمل مضافة استعمال الصفات المشتقة ، وتنعت بها النكرة ، حيث لا تتعرّف بالإضافة حملا على ما هى بمعناه ، وهو الصفة المشتقة ، فتقول : هو حسبنا ، حيث الخبر المرفوع (حسب) مضاف ، وضمير المتكلمين فى محلّ جرّ بالإضافة ، وتقول : أعجبت بطالب حسبك من طالب ، أى : كاف لك عن غيره.
كما تستعمل حالا من المعرفة ، فتقول : دافع محمد حسبك من رجل. حيث ينصب (حسب) على الحالية ، وتكون شبها الجملة (من طالب ، ومن رجل) فى محل نصب على التمييز لحسب.
كما تستعمل استعمال الأسماء الجامدة ، وحينئذ تلزم الإضافة لفظا ومعنى ، كما تلزم الابتداء والرفع ، فتقول : حسبى الله ونعم الوكيل ، حيث (حسب) بمعنى (كفى) مبتدأ مرفوع.
وتقول : بحسبك قول الصدق ، حيث (الباء) حرف جر زائد ، و (حسب) مبتدأ مرفوع مقدرا ، وضمير المخاطب مبنى فى محلّ جر بالإضافة. ويقال : وحسبك بقوم أنبلهم أخسّهم فى الرزق مرتبة ، وأعجبت برجل حسبك به من رجل.
ومن ذلك قوله تعالى : (فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ) [الأنفال : ٦٢]. أى : فإن كفيك الله. وتكون (حسب) اسم (إن) منصوبا ، ولفظ الجلالة خبرها.
والآخر : أن تكون بمنزلة (لا غير) فى المعنى (١) ، وحينئذ تستعمل مضافة لفظا لا معنى ، حيث ينوى لفظ المضاف إليه ، وتكون دالة على النفى ، وتقع وصفا أو حالا أو ابتداء ، وتكون مبنية على الضم بعد أن كانت معربة.
فتقول : رأيت رجلا حسب ، حيث (حسب) صفة لرجل مبنية على الضمّ فى محلّ نصب.
__________________
(١) ينظر شرح التصريح ٢ ـ ٥٣.