الاستفهام (١)
الاستفهام والاستخبار والاستعلام بمعنى واحد ، وهى مصادر أفعالها : استفهمت واستخبرت واستعلمت ـ على الترتيب ـ وتعنى طلب الفهم أو الخبر أو العلم.
وكلّ منها معنى من المعانى ، فكان لا بدّ لها من حروف دالة عليها.
والاستخبار ـ بمعنى عام ـ هو طلب إخبار عن مجهول ، والمجهول فى الفكر الإنسانى يكون معنى فى نمطين : الأول : أن يكون المجهول صحة العلاقة المعنوية بين طرفين مكونين لجملة ، وهو ما نسميه بالحكم ، فالحكم علاقة معنوية بين طرفى الجملة ، أحدهما يتضمن الحكم.
فالسؤال أو الاستفهام فى هذا النوع من المجهول يكون عن تقرير هذه العلاقة المعنوية من عدمه ، ويفضل عندنا أن نجعل هذه العلاقة المعنوية علاقة مقترحة ، حيث إن السؤال عنها يجعلها مشكوكا فيها ، أو يجعلها علاقة مقترحة تحتاج إلى التقرير أو الموافقة فيكون الإيجاب ، أو عدم التقرير أو عدم الموافقة فيكون السلب.
ولنؤكد على أن طرفى الجملة فى هذا النوع من المجهول يكونان مذكورين ، فلا يحتاج الجواب عن السؤال إلى ما يتمّم ركنى الجملة من تعويض للمجهول ، لأن المجهول إنما هو صحة العلاقة المعنوية بين الطرفين المذكورين أو عدم صحّتها
لذا ؛ فإن الاستفهام عن هذه العلاقة المجهولة يكون بالحرف ؛ لأن المجهول صحة أو عدم صحة ، وليس هناك مجهول فى ركنى الجملة ، ولا يحتاج الجواب إلى تعويض.
__________________
(١) المسائل المنشورة ٨١ / المسائل العضديات ١٩٥ / المفصل / ٣١٩ / الإيضاح فى شرح المفصل ٢ ـ ٢٤٠ ، ٢٢١ / شرح المفصل لابن يعيش ٨ ـ ١٥٠ / التسهيل ٢٤٢ وما بعدها / الجنى الدانى ٣٠ ، ٢٠٤ ، ٢٣٤ ، ٢٦١ ، ٣٢٢ ، ٣٤١ ، ٤١٩ ، ٤٢٠ ، ٤٣٣ ، ٥٠٥ / مغنى اللبيب ١ ـ ١٣ ، ٢٠ ، ٤١ ، ١١٣ ، ١٢٠ ، ١٨٣ ، ٢٩٨ ، ٣٢٧ ، ٣٣٤ / ٢ ـ ٣٤٥ ، ٣٤٩ / الجامع الصغير ٢١٢ ، ٢١٧ / الفوائد الضيائية ٢ ـ ٣٦٦ ، ٣٧٨.