والسؤال عن صحة العلاقة المعنوية بين طرفى الجملة يأتى فى صورتين :
أولاهما : أن تكون العلاقة المقترحة منسوبة إلى واحد فقط فى السؤال ، والمقصود بالواحد طرف واحد من ركنى الجملة ، فيراد من الإجابة التقرير أو عدم التقرير ، ويتصدر الإجابة ما يدل على الإيجاب أو النفى ، ويكون السؤال بأحد حرفى الاستفهام : (الهمزة وهل).
ويكون الجواب بأحد حروف التصديق والإيجاب ، أو أحد حروف النفى.
وحروف الإيجاب والتصديق هى : نعم وبلى وأجل وجير وإى وإنّ.
وحروف النفى فى السؤال : لا ، ونعم فى نوع خاص من التراكيب الاستفهامية المتضمنة نفيا. وتشرح بالتفصيل بعد ذكر أدوات الاستفهام.
تسأل : أأذّن المغرب؟ فيكون السؤال عن صحة العلاقة بين طرفى الجملة ، أى :
أذان المغرب ، فتجاب إثباتا : نعم ؛ أذّن المغرب ، ونفيا : لا ؛ لم يؤذن المغرب. وتسأل : ألم يأت الضيف؟ فتجاب إثباتا : بلى ؛ أتى الضيف ، وتجاب نفيا : نعم ؛ لم يأت الضيف.
والأخرى : أن تكون العلاقة المقترحة منسوبة إلى أكثر من واحد ، فيراد من الإجابة التعيين ، ويتضمن السؤال الحرف (أم) المتصلة المعادلة لهمزة الاستفهام.
تسأل : أأذّن الظهر أم العصر؟ فيكون السؤال عن صحة إحدى علاقتين بينهما مشترك ، وهما : أذان الظهر وأذان العصر ، أيهما حدث؟ ، فتكون الإجابة بالتعيين : أذّن الظهر. أو تكون : أذّن العصر.
والثانى من نمطى الاستخبار عن المجهول فى الفكر الإنسانى يمثل الاستعلام عن شىء ما مجهول ، والمقصود بالشىء كلّ ما هو اسم ، سواء أكان إنسانا أم حيوانا ، أم نباتا ، أم جمادا ، أم زمانا ، أم مكانا ، أم اسم معنى ، أم عددا وكمية ، أم شيئا كامنا أو متخيلا. وقد يكون حدثا معبرا عنه بالجملة الفعلية ... إلخ.
فالمسئول عنه فى هذا النمط فى كل مستوياته المعنوية إنما يكون اسما بالضرورة ، أى : أن المجهول اسم ، لذا وجب أن يحلّ محلّه فى السؤال اسم ؛ فأداة الاستفهام