وقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) [الأعراف : ١٧٢](١).
ومن مثيل التقرير إرادة التثبيت فيما إذا قيل : كافأت محمدا فتتثبّت من ذلك بالقول : أمحمد نيه؟. ولا تستعمل غير الهمزة فى ذلك ..
ولو قال : مررت بزيد ؛ وأردت أن تستثبت ذلك قلت : أزيد نيه؟ أو : أزيدا؟
أو : أبزيد؟.
ه ـ سبقها لحروف العطف (الواو والفاء وثم) ، ومن ذلك ما ذكرناه فى هذه الأحرف العاطفة : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف : ١٨٥]. (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [النساء : ٨٢]. (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ) [يونس : ٥١].
أما سائر أدوات الاستفهام فإنها تذكر بعد حروف العطف ، فتقول : وهل محمد حاضر؟ فمتى تأتينا؟ ثم ما ذا تفعل بعد؟
وهذا يؤكد قوة صدارتها للجملة.
وقد ذكرنا خلاف النحاة فى اجتماع همزة الاستفهام مع هذه الأحرف العاطفة فى باب العطف ، وأوجزها فى رأيين (٢) :
__________________
مبنى فى محل رفع ، فاعل. والنون للوقاية حرف مبنى ، لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل نصب ، مفعول به ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، مقول القول. (وأمى) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. أم : معطوف على ضمير المتكلم منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم. وهو مضاف ، وضمير المتكلم الياء مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (إلهين) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الياء ؛ لأنه مثنى. (من دون الله) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. دون : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وشبه الجملة فى محل نصب ، نعت لإلهين ، أو متعلقة بنعت محذوف. والله : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة.
(١) (بربكم) الباء : حرف جر زائد مؤكد مبنى ، لا محل له من الإعراب. رب : خبر ليس منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، وهو مضاف ، وضمير المخاطبين كم مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.
(٢) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٨٧ / المقتضب ٣ ـ ٣٠٧ / المفصل ٣١٩ / التبصرة والتذكرة ١ ـ ٤٦٧ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ١٥٢ / الجنى الدانى ٣١.