١
حجّية أقوال العترة الطاهرة
إنّ الشيعة يتعاملون مع أحاديث العترة الطاهرة كالتعامل مع أحاديث النبيّ الأكرم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، فلولا كونهم أنبياء أو طرفاً للوحي فكيف تكون أحاديثهم حجّة؟
الجواب : إنّ الشيعة الإمامية تأخذ بأقوالهم للأُمور التالية :
ألف : إنّ النبيّ الأكرم هو الذي أمر المسلمين قاطبة بالأخذ بأقوال العترة حيث قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ...» (١) فالتمسّك بأحاديثهم وأقوالهم امتثال لقول الرسول الأكرم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، وهو لا يصدر إلاّ عن الحق ، فمن أخذ بالثقلين فقد تمسّك بما ينقذه من الضلالة ، ومن أخذ بواحد منهما فقد خالف الرسول.
ب : نرى أنّ الرسول الأكرم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يأمر الأُمّة بالصلاة على آل محمد في الفرائض والنوافل ، والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يذكرون العترة بعد النبيّ الأكرم في تشهّدهم ويصلّون عليهم مثل الصلاة عليه ، والفقهاء وإن
__________________
(١) ربّما يروى عنه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي. ولا تعارض بين الخبرين ، غير أنّ الأوّل متواتر دون الثاني والأوّل مسند ، والثاني مرسل نقله الإمام مالك في موطئه ، وأين هو من حديث العترة الذي أطبق المحدّثون على نقله؟! والتفصيل موكول إلى محلّه.