معك؟! قال : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين ، قال : «لعلّه يقيس أمر الدين برأيه» إلى أن قال : «يا نعمان ، حدثني أبي عن جدّي انّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : أوّل من قاس أمر الدين برأيه إبليس ، قال الله تعالى له : اسجد لآدم فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ، فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنّه اتّبعه بالقياس». (١)
فالقياس في هذه الرواية منصرف إلى هذا المصطلح حيث إنّ إبليس تمرّد عن الأمر بالسجود ، لأنّه على خلاف قياسه لتخيله انّ الأمر بالسجود يقتضي أن يبتني على أساس التفاضل العنصري ، ولأجل هذا خطّأ الحكم الشرعي لاعتقاده بأنّه أفضل في عنصره من آدم لكونه مخلوقاً من نار وهو مخلوق من طين. (٢)
وعلى هذا الاصطلاح يبتني ما رواه أبان حيث يقول :
قلت لأبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ : ما تقول في رجل قطع إصبعاً من أصابع امرأة ، كم فيها؟ قال : «عشرة من الإبل» ، قلت : قطع اثنين؟ قال : «عشرون». قلت : قطع ثلاثاً؟ قال : «ثلاثون».
قلت : قطع أربعاً؟ قال : «عشرون».
قلت : سبحان الله! يقطع ثلاثاً فيكون عليه ثلاثون ، ويقطع أربعاً فيكون عليه عشرون؟! انّ هذا كان يبلغنا ونحن بالعراق فنبرأ ممّن قاله ، ونقول : إنّ الذي قاله ، الشيطان ، فقال ـ عليهالسلام ـ : «مهلاً يا أبان! هذا حكم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ انّ المرأة تعاقل الرجل إلى ثُلث الدية ، فإذا بلغت الثلث رجعت المرأة إلى النصف ، يا أبان انّك
__________________
(١) حلية الأولياء : ٣ / ١٩٧.
(٢) الأُصول العامة للفقه المقارن للسيد محمد تقي الحكيم : ٣١٥. وهو ـ قدسسره ـ أوّل من نبّه بوجود اصطلاحين في استعمال القياس.