خير أصحابي كلّهم خير» فمع غض النظر عن سنده فهو يناقض ما تضافر عنه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ من ارتداد كثيراً من أصحابه فكيف يمكن أن يكونوا كلّهم خيراً؟!
روى البخاري عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : «بينا أن قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، فقلت : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثمّ إذا زمرة حتّى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، قلت : أين؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم». (١)
وفي روايته الأُخرى عن سهل بن سعد قال : قال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «إنّي فرطكم على الحوض من مرّ عليّ شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ، ليردن عليّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثمّ يحال بيني وبينهم» ، قال أبو حازم : فسمعني النعمان بن أبي عياش ، فقال : هكذا سمعت من سهل؟ فقلت : نعم ، فقال : اشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها : «فأقول : إنّهم منّي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول سحقاً سحقاً لمن غير بعدي». (٢)
وكأنّ هذه الأحاديث تفسر قوله سبحانه : (وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (٣)
ولا يصحّ حملها على الأعراب المرتدّة لمكان قوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «أعرفهم ويعرفوني».
وأمّا الحديث الخامس ، أعني : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم»
__________________
(١) صحيح البخاري : ٨ / ١٢١ ، باب في الحوض ، الحديث ٦٠٩٩.
(٢) المصدر السابق.
(٣) آل عمران : ١٤٤.