فيكفي في ضعفه ما قاله ابن حزم في حقّه حيث قال : حديث موضوع مكذوب باطل ، وقال أحمد : حديث لا يصحّ وقال البزاز : لا يصحّ هذا الكلام عن النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ. (١)
وقد نقل الشارح الحديدي عن النقيب أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري انّه قال : إنّ هذا الحديث «أصحابي كالنجوم» من موضوعات متعصبة الأموية فانّ لهم من ينصرهم بلسانه وبوضعه الأحاديث إذا عجز عن نصرهم بالسيف.
الدليل الثالث : أنّ جمهور العلماء قدموا الصحابة عند ترجيح الأقاويل.
فقد جعل طائفة قول أبي بكر وعمر حجّة ودليلاً.
وبعضهم عدّ قول الخلفاء الأربعة دليلاً.
وبعضهم يعدّ قول الصحابة على الإطلاق حجّة ودليلاً. ولكلّ قول من هذه الأقوال متعلّق من السنّة.
وهذه الآراء ـ وإن ترجّح عند العلماء خلافها ـ ففيها تقوية تضاف إلى أمر كلّي هو المعتمد في المسألة ، وذلك أنّ السلف والخلف من التابعين ومن بعدهم يهابون مخالفة الصحابة ، ويتكثرون بموافقتهم ، وأكثر ما تجد هذا المعنى في علوم الخلاف الدائر بين الأئمّة المعتبرين ، فتجدهم إذا عينوا مذاهبهم قوّوها بذكر من ذهب إليها من الصحابة. وما ذاك إلاّ لما اعتقدوا في أنفسهم وفي مخالفيهم من تعظيمهم ، وقوة مآخذهم دون غيرهم ، وكبر شأنهم في الشريعة ، وأنّهم ممّا يجب متابعتهم وتقليدهم فضلاً عن النظر معهم فيما نظروا فيه.
وقد نقل عن الشافعي أنّ المجتهد قبل أن يجتهد لا يُمنع من تقليد
__________________
(١) لاحظ تعليقة الموافقات : ٤ / ٥٦.