.................................................................................................
______________________________________________________
أهل المغرب كالحبشة والنوبة لا المغرب المشهور ، وأمّا المغرب المشهور في زماننا كقرطبة وزويلة وتونس وقيروان وطرابلس فقبلته تقرب من نقطة المشرق وبعضها تميل عنه نحو الجنوب يسيراً ، انتهى. والمراد بالركن الغربي ثاني ركني جدار الشامي.
وفي «المقاصد العليّة» أنّ عدم مقابلة العراقي للمغربي هو التحقيق فإنّ العلامة الموضوعة للمغربي تقتضي كون المغربي المبحوث عنه مستقبلاً لنفس الركن الغربي ، لأنّ أركان الكعبة موضوعة على الأهوية الأربعة على الجهات فيكون الركن العراقي من جهة الصبا كما أنّ الغربي على الدبور ، وحينئذٍ فتكون جهة المغربي المذكور مقابلة للركن العراقي ، وأهل العراق توجيههم ليس إلى نفس ركنهم بل إلى باب الكعبة ، فلذلك كان انحرافهم عن أهل المغرب يسيراً (١) انتهى. وعن أبي الفضل ابن جبرئيل أنّ أهل المغرب أيضاً يجعلون الشولة إذا غابت بين الكتفين والمشرق بين العينين والصبا على العين اليسرى والجنوب على اليمنى والدبور على المنكب الأيمن وذكر أنها علامات للصعيد الأعلى من بلاد مصر وبلاد الحبشة والنوبة والبجة والزعاوة والدمانس والتكرور والزيلع وما وراها من بلاد السودان وأنهم يتوجّهون إلى حيث يقابل ما بين الركن الغربي واليماني وأنّ بلاد مصر والاسكندرية والقيروان إلى تاهرت إلى البربر إلى السوس الأقصى وإلى الروم وإلى البحر الأسود يتوجّهون إلى ما بين الغربي والميزاب وعلامتهم جعل الصليب إذا طلع بين العينين وبنات نعش إذا غابت بين الكتفين والجدي إذا طلع على الاذن اليسرى والصبا على المنكب الأيسر والشمال بين العينين والدبور على اليد اليمنى والجنوب على العين اليسرى (٢) انتهى.
والعيّوق نجم مضيء على يمين الثريّا وبينهما من البُعد ما هو قريب من الرمح يطلع بطلوع الثريّا ويغرب بغروبها.
__________________
(١) المقاصد العلية : في القبلة ص ٩٥ س ١٤ ٢٩ (مخطوط في المكتبة الرضوية برقم ٨٩٣٧).
(٢) نقله عنه المجلسي في البحار : في القبلة وأحكامها ج ٨٤ ص ٧٩ ٨٠ وفيه تقديم وتأخير.